مصرع 70 مهاجرًا في غرق قارب قبالة سواحل المغرب

شهد المحيط الأطلسي مأساة إنسانية جديدة إثر غرق قارب يحمل مهاجرين غير نظاميين أثناء محاولتهم الوصول إلى جزر الكناري الإسبانية.
ووفقًا لشهادات الناجين، فإن القارب الذي انطلق من موريتانيا نهاية فبراير الماضي كان يقل نحو 85 شخصًا، لكن الرحلة تحولت إلى كارثة بعدما انجرف القارب إلى عمق المحيط، ما أدى إلى وفاة 70 شخصًا على الأقل.
تفاصيل الحادث
تمكن 13 شخصًا من النجاة بعدما رصدهم صيادون مغاربة وهم في حالة حرجة وسط المحيط. وتمكنت سفينة صيد مغربية من إنقاذهم تحت إشراف المركز المغربي للإنقاذ البحري، ليتم نقلهم لاحقًا إلى مدينة الداخلة جنوب المغرب صباح الأربعاء 12 مارس. وأفادت التقارير الطبية بأن الناجين كانوا في حالة خطيرة بعد قضاء نحو 20 يومًا في عرض البحر دون طعام أو ماء كافيين.
طريق الهجرة الأكثر خطورة
يعتبر طريق الهجرة الذي يربط غرب إفريقيا بجزر الكناري أحد أخطر المسارات في العالم، نظرًا للتيارات القوية والمخاطر البحرية التي تهدد حياة المهاجرين. وتزايدت مأساوية هذا الطريق في الأشهر الأخيرة مع ارتفاع أعداد الضحايا. ووفقًا لمنظمة “كاميناندو فرونتيراس”، لقي ما يقرب من 10 آلاف شخص مصرعهم أو اختفوا أثناء محاولة الوصول إلى جزر الكناري خلال عام 2024، في مقابل 6 آلاف ضحية خلال 2023، ما يجعله أحد أكثر طرق الهجرة دموية على مستوى العالم.
تفاقم الأزمة الإنسانية
تتزايد تقارير العثور على قوارب مهاجرين مفقودة في مناطق بعيدة عن الساحل الإفريقي، ما يشير إلى تغير أساليب الهجرة لتجنب المراقبة المشددة على السواحل. ففي مطلع مارس الجاري، تم العثور على قوارب تحمل جثث مهاجرين في مناطق متفرقة مثل الرأس الأخضر، وسانت كيتس ونيفيس في البحر الكاريبي، وترينيداد وتوباغو، ما يؤكد خطورة هذه الرحلات المحفوفة بالمخاطر.
مطالبات بالتدخل العاجل
في ظل تزايد الوفيات في هذا المسار البحري، دعت منظمات حقوقية إلى تكثيف جهود الإنقاذ وتعزيز الحلول الإنسانية لمكافحة ظاهرة الهجرة غير النظامية. كما ناشدت الحكومات توفير بدائل آمنة للمهاجرين بدلاً من المخاطرة بحياتهم عبر هذه الرحلات القاتلة.
تبقى أزمة الهجرة عبر المحيط الأطلسي مأساة إنسانية متواصلة، تتطلب استجابة عاجلة للحد من الخسائر البشرية وإنقاذ الأرواح قبل فوات الأوان.