استئناف إنتاج النفط في ليبيا بعد توقف طويل
تلقت حقول النفط في السرير والمسلة والنافورة في شرق ليبيا تعليمات باستئناف الإنتاج، حسبما أفادت وكالة رويترز مساء السبت. جاء هذا القرار بعد أن تسبب صراع بين الفصائل السياسية المتنافسة في إغلاق معظم حقول النفط في البلاد.
وأشار المهندسون إلى أن الأوامر جاءت من إدارة شركة الخليج العربي للنفط بعودة الإنتاج في الحقول، دون تقديم تفاصيل حول سبب استئناف الإنتاج.
وكان صراع السيطرة على البنك المركزي الليبي قد أدى إلى توقف إنتاج النفط، مما زاد من حدة الأزمة التي تعاني منها البلاد نتيجة النزاع بين الفصائل من الشرق والغرب. وقد اندلعت المواجهة عندما سعت الفصائل الغربية نهاية الشهر الماضي إلى الإطاحة بمحافظ البنك المركزي الصديق الكبير، واستبداله بمجلس منافس، مما دفع الفصائل الشرقية إلى إيقاف إنتاج النفط بالكامل.
وتطالب الإدارة الحاكمة في الشرق، التي تسيطر على معظم إنتاج النفط في ليبيا، بعودة السلطة الغربية إلى منصب محافظ البنك المركزي، الذي يمثل محور الصراع نظراً لأهمية السيطرة على عائدات النفط.
خسائر متفاقمة
في وقت سابق من السبت، أوقف ميناء الحريقة لتصدير النفط عمله بسبب نقص إمدادات الخام بعد الإغلاق شبه الكامل لحقل السرير النفطي، المورد الرئيسي للميناء. وعادةً ما ينتج حقل السرير حوالي 209 آلاف برميل يومياً، بينما كانت ليبيا قد ضخت نحو 1.18 مليون برميل يومياً في يوليو/تموز الماضي.
وأعلنت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا أن إغلاق الحقول النفطية مؤخراً تسبب في فقدان حوالي 63% من الإنتاج الكلي للنفط في البلاد. وأضافت أن إغلاق قطاع النفط بالكامل، الذي أعلنته الحكومة الموالية للبرلمان في شرق ليبيا، أدى إلى تفاقم الأزمات الاقتصادية والإنسانية في البلاد.
وقالت المؤسسة إن “قطاع النفط يعد صمام الأمان لليبيا، حيث يجسد وحدة البلاد ويشكل العمود الفقري لاقتصادها ومستقبل أجيالها القادمة”. وأكدت أن الإغلاقات المتكررة تؤدي إلى فقدان جزء كبير من الإنتاج النفطي، وتضر بالبنية التحتية للقطاع، وتبدد الجهود المبذولة لزيادة الإنتاج.
وأضافت أن “إعادة تشغيل الحقول المتوقفة ستتطلب تكاليف باهظة وجهوداً تقنية مضاعفة، مما يزيد من الأعباء على المؤسسة والاقتصاد الوطني”. وأكدت المؤسسة أنها تعمل على تقليل الأضرار وتخفيف آثارها على المواطنين، مع توقعات بحدوث انفراجة قريبة للأزمة.
وكانت خسائر إغلاق النفط والغاز في ليبيا قد تجاوزت 120 مليون دولار خلال ثلاثة أيام، وفقاً لبيان المؤسسة الوطنية للنفط. كما تراجع الإنتاج الطبيعي للنفط من مليون و279 ألف برميل إلى 591 ألف برميل، معتمدةً بشكل كبير على إيرادات تصدير النفط بنسبة 90%.
إلى جانب أزمة البنك المركزي، تعاني ليبيا من صراع آخر مستمر منذ ثلاث سنوات بين حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة، ومقرها طرابلس، والحكومة المنافسة برئاسة أسامة حماد، ومقرها بنغازي.