الفصال العظمي: أكثر أمراض العظام شيوعًا وأسبابه وآليات التعامل معه
يُعتبر الفُصال العظمي، المعروف أيضًا باسم “التهاب المفصل التنكسي” (Osteoarthritis)، من أكثر أمراض العظام انتشارًا، وهو حالة تتميز بتلف غير قابل للتجدد في الغضاريف المفصلية. تلعب هذه الغضاريف دورًا حيويًا في تقليل الاحتكاك الناتج عن حركة المفاصل المستمرة، كما تعمل كوسادة تحمي العظام من الاحتكاك المباشر.
تتعدد أسباب الإصابة بالفصال العظمي بين العوامل الوراثية، والإصابات المبكرة مثل الإصابات الرياضية، بالإضافة إلى الإجهاد البدني الشاق، ويُلاحظ أن النساء أكثر عرضة للإصابة به، مع تركيز الإصابة غالبًا على مفصل الركبة.
الحلقة المفرغة لتلف المفصل
يُوضح الدكتور ساكيت تيبروال، استشاري جراحة الصدمات والعظام في مستشفى كرومويل بالمملكة المتحدة، والمتخصص في جراحة الركبة، أن التهاب المفاصل العظمي هو في جوهره دورة متكررة من التآكل وفشل عمليات الإصلاح. فالتلف في المفصل يسبب التهابًا يؤدي إلى إفراز إنزيمات تهاجم الغضروف المفصلي، وهو النسيج الأملس الذي يغطي أطراف العظام ويسهل حركتها. كلما ازداد تلف الغضروف، ازدادت استجابة الجسم التي تؤدي إلى مزيد من التلف، في دوامة مستمرة يصعب كسرها.
كيف نوقف التدهور؟
ينبغي على المرضى الذين يعانون من آلام الركبة الناتجة عن الفُصال العظمي استشارة الطبيب لتشخيص الحالة بدقة وتقييم مدى تلف الغضروف. رغم أن المفصل لا يمكن إعادته إلى حالته الأصلية، هناك خطوات فعّالة للحد من التدهور والسيطرة على الأعراض، منها:
- استخدام بعض المكملات الغذائية التي تساهم في تحسين صحة المفاصل، مثل:
- الكركم: مضاد طبيعي للالتهابات.
- الجلوكوزامين: يدعم بناء الغضروف ويُبطئ تحلله.
- الكوندرويتين: يغذي المفصل ويعزز صحة الغضروف.
- فيتامين د: يعزز صحة العظام وله خصائص مضادة للالتهابات ويساعد جهاز المناعة.
- ارتداء الأحذية المناسبة التي توفر دعمًا جيدًا لقوس القدم، وتتميز بنعل سميك ومساحة كافية لأصابع القدم، حيث يساهم ذلك في تقليل الضغط على مفصل الركبة.
- الالتزام بتمارين رياضية مناسبة لحالة المفصل، مع ضرورة مراعاة عدم الإجهاد المفرط، إذ يجب أن تتم التدريبات بشكل مدروس ومدروس، ووفق برنامج زمني يتناسب مع حالة المريض.
يُوصي المعهد الوطني لطب الركبة في المملكة المتحدة باستخدام أجهزة تدعم القدم وتعيد توزيع الضغط، خصوصًا للمرضى الذين يعانون من التهاب مفصل الركبة المتقدم.
