الأخبار العالمية

تطورات متسارعة في ساحة الحرب ونشاط غامض لـ”إذاعة يوم القيامة”

شهدت ساحة الحرب الروسية الأوكرانية خلال الأيام القليلة الماضية جملة من التطورات المتسارعة، كان أبرزها انطلاق مفاوضات جديدة تهدف إلى التوصل لاتفاق سلام بين الجانبين. وفي خضم هذه التحركات الدبلوماسية، لفت الانتباه ظهور مفاجئ لإذاعة روسية غامضة تُعرف باسم “يو في بي 76” (UVB-76)، أو كما يُطلق عليها إعلامياً “إذاعة يوم القيامة”، حيث بدأت في بث رسائل مشفرة بشكل غير معتاد، وفقاً لتقارير نُشرت على مواقع روسية من بينها “EADaily” و”RuWiki”. فما قصة هذا البث الغامض؟

ما هي إذاعة يوم القيامة؟

تُعرف إذاعة “يو في بي 76” بأنها محطة بث منخفض التردد تعمل على تردد 4625 كيلوهرتز، ويُعتقد على نطاق واسع أنها تُستخدم من قبل الجيش الروسي في حالات الطوارئ لبث رسائل مشفرة. ورغم عدم وجود تأكيد رسمي حول طبيعة استخدامها أو الجهة المالكة لها، فإن الإذاعة تُعرف بالاسم الإنجليزي “The Buzzer”.

عادةً، تبقى هذه الإذاعة في حالة صمت أو تبث إشارات رتيبة خالية من المحتوى المفهوم، لكنها من حين لآخر تُطلق رسائل مشفرة تتضمن أرقاماً، حروفاً، وأحياناً أسماء وكلمات باللغة الروسية، ما يضفي عليها طابعاً غامضاً ومثيراً للتساؤلات.

ورغم أن الهدف الدقيق من تشغيل هذه الإذاعة لا يزال غير مؤكد، فإن بعض الخبراء يعتقدون أنها وسيلة لنقل أوامر عسكرية حساسة أو رسائل ضمن بروتوكولات الردع النووي، مثل نظام “المحيط” أو “اليد الميتة”، الذي يُفعل في حال تعرض روسيا لهجوم نووي وفقدان الاتصال بسلسلة القيادة. بينما يرى آخرون أنها ربما تُستخدم كأداة للحرب النفسية في أوقات التوترات الجيوسياسية.

عودة النشاط بشكل مفاجئ

بدأ بث “يو في بي 76” في منتصف سبعينيات القرن الماضي، واستمر بشكل متقطع منذ ذلك الحين. إلا أن نشاطها كان محدوداً خلال السنوات الأخيرة، حتى مطلع يونيو/حزيران الجاري، حين بثت رسالة مشفرة احتوت على كلمات روسية غريبة مثل “بطة”، و”فظ البحر”، و”مرح”.

وفي الثاني من يونيو، وبعد انتهاء جولة جديدة من المفاوضات الروسية الأوكرانية في إسطنبول، بثت المحطة رسالة مشفرة أخرى يُعتقد أنها تحمل رموزاً غير مفهومة، مما أعاد التكهنات حول ارتباط الإذاعة بعمليات عسكرية أو سياسية جارية.

وتجدر الإشارة إلى أن الإذاعة عادت للنشاط أيضاً في أبريل ومايو من هذا العام، تزامناً مع أحداث سياسية بارزة، مثل الاتصال الذي جرى بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وهو ما يُعزز الاعتقاد بأن نشاطها يرتبط بتحركات عسكرية أو أمنية روسية حساسة.

وفي ظل غياب أي توضيحات رسمية، يبقى البث المكثف الأخير للإذاعة مثار جدل وتساؤلات، خصوصاً وأنه يُعد من أكثر الفترات نشاطاً في تاريخ المحطة الغامضة.

زر الذهاب إلى الأعلى