اختراق علمي في علاج داء الليشمانيات الجلدي: تقنية جديدة تتنبأ باستجابة المرضى للعلاج

توصل باحثون إلى طريقة مبتكرة يمكن أن تُحدث تحولًا جذريًا في معالجة داء الليشمانيات الجلدي، من خلال التنبؤ المبكر بمدى استجابة المرضى للعلاج الأكثر شيوعًا. هذا التطور قد يُجنب المرضى شهورًا من المعاناة مع أدوية باهظة الثمن، سامة، وغالبًا غير فعالة.
داء الليشمانيات الجلدي هو مرض جلدي مُشوّه تسببه طفيليات الليشمانيا، ويصيب سنويًا نحو مليون شخص حول العالم، خاصة بين الفئات الضعيفة في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية، مثل شمال أفريقيا وأميركا الجنوبية. ورغم انتشاره، ما يزال المرض بلا لقاح فعال، فيما تبقى خيارات العلاج محدودة ومعقدة.
دراسة مشتركة بين أميركا وكولومبيا
أجريت الدراسة من قبل باحثين من جامعة ماريلاند الأميركية بالتعاون مع المركز الدولي للتدريب والبحث الطبي في كولومبيا، ونُشرت في مجلة Nature Communications بتاريخ 4 أبريل/نيسان الفائت ، وقد سلط موقع EurekAlert الضوء عليها.
فشل واسع للعلاج التقليدي
العلاج الأساسي المتبع حاليًا هو “ميغلومين أنتيمونيات” (meglumine antimoniate)، لكنه يفشل في ما بين 40% و70% من الحالات. وبالإضافة إلى التكاليف العالية والآثار الجانبية السامة، فإن فشل العلاج يؤثر نفسيًا واجتماعيًا على المرضى، مما يزيد من تفاقم المشكلة الصحية والاجتماعية المرتبطة بالمرض.
بصمة مناعية تساعد على التنبؤ
توصل الفريق البحثي إلى أن المرضى الذين لم يستجيبوا للعلاج أظهروا نمطًا مميزًا من الاستجابة المناعية. وأتاح تتبع هذا النمط تحديد مدى فعالية العلاج منذ البداية، ما يوفر مسارًا علاجيًا مخصصًا لكل مريض.
الذكاء الاصطناعي في خدمة التشخيص المبكر
وطوّر الباحثون نظام تقييم مبتكر يعتمد على تقنيات التعلم الآلي (Machine Learning)، قادر على التنبؤ بنتائج العلاج بدقة عالية من خلال تحليل نشاط 9 جينات فقط. وبلغت دقة التنبؤ بنجاح العلاج نحو 90%، ما يمهد الطريق لعصر جديد في الطب الشخصي لعلاج هذا المرض.
هذا الإنجاز يفتح آفاقًا واعدة لتحسين استراتيجيات علاج داء الليشمانيات الجلدي، والحد من معاناة المرضى، وتوجيه الموارد نحو خيارات علاجية أكثر فعالية منذ البداية.