تصعيد عسكري شمال سوريا: المعارضة تسيطر على 32 قرية في ريف حلب الغربي
سيطرت فصائل المعارضة السورية على 32 قرية ونقطة استراتيجية في ريف حلب الغربي شمال سوريا، ممتدة على مساحة تُقدَّر بـ245 كيلومترًا مربعًا، وذلك عقب معارك عنيفة مع قوات النظام السوري إثر إعلان إطلاق عملية “ردع العدوان” يوم الأربعاء. وأسفرت الاشتباكات عن سقوط عشرات القتلى، مسجلةً أول اختراق لخطوط التماس منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار قبل أربع سنوات.
التقدم الميداني
أعلنت “إدارة العمليات العسكرية”، التي تضم تحالفًا من فصائل مسلحة، صباح اليوم الخميس، سيطرتها على بلدتي أرناز وكفربسين في ريف حلب الغربي، مؤكدة استمرار العمليات وسط انهيار دفاعات قوات النظام. وأمس، أُعلن عن السيطرة على عدد من القرى أبرزها: الهوتة، تلة الضبعة، أورم الكبرى، باشنطرة، وجمعيات المعري، أبو عمشة، الأمين، المناهل، الرضوان، المهندسين، إضافة إلى قرى باكدينا وكفرناها.
كما شملت المناطق التي تم تحريرها وفق إعلان الفصائل بلدات الشيخ عقيل، قبتان الجبل، تلة الراقب، تل الدبابات، عينجارة، كفر بسمة، بسرطون، حور، القاسمية، عاجل، بالا، السلوم، وحيردركل، بالإضافة إلى أورم الصغرى وعويجل. وتمت السيطرة أيضًا على منطقة الفوج 46، التي تعد قاعدة استراتيجية مهمة للنظام السوري.
الأثر الإنساني
أوضحت “إدارة العمليات العسكرية” أن هذه الانتصارات تفتح المجال لعودة أكثر من 100 ألف مهجَّر إلى منازلهم وأراضيهم، مما يساهم في التخفيف من معاناة السكان في شمال غرب سوريا. ومع هذا التقدم، أصبحت الفصائل على مسافة 5 كيلومترات فقط من مدينة حلب التي تسيطر عليها قوات النظام.
التحالف المشارك في العملية
تضم الفصائل المشاركة في العملية كلاً من هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقًا)، الجبهة الوطنية للتحرير، وفصائل تابعة للجيش الوطني السوري.
الأسر والغنائم
أعلنت “إدارة العمليات العسكرية” أسر عنصرين من المليشيات الموالية لإيران صباح اليوم، إضافة إلى استهداف طائرة في مطار النيرب شرق حلب. كما أعلنت أمس عن أسر ستة عناصر من قوات النظام، والاستيلاء على خمس دبابات، وعربة “بي إم بي”، ومستودع صواريخ.
ردود فعل النظام
في أول تعليق على المعارك، وصفت وزارة الدفاع السورية الهجوم بأنه “إرهابي”، مشيرة إلى تصدي قواتها بالتعاون مع “القوات الصديقة”، دون أن تحددها. وأضافت أن الهجوم نُفذ بأعداد كبيرة من المسلحين واستخدام أسلحة متوسطة وثقيلة ضد مواقع عسكرية ومدنية في ريفي حلب وإدلب.
ضحايا القصف والمعارك
وفقًا للمرصد السوري لحقوق الإنسان، قُتل 37 عنصرًا من قوات النظام و60 من مقاتلي هيئة تحرير الشام وحلفائها خلال المعارك. وفي الوقت ذاته، شنت الطائرات السورية والروسية 33 غارة على مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في شرقي إدلب، مما أسفر عن مقتل امرأة وطفل، وإصابة العشرات، معظمهم أطفال، وفق ما أفاد به الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء).
نزوح واسع
تسببت الغارات والاشتباكات في نزوح مئات العائلات من ريفي إدلب الشرقي وحلب الغربي باتجاه الحدود التركية. وأكدت الفصائل المسلحة أن عمليتها جاءت ردًا على تصعيد القصف السوري والروسي ضد المدنيين في جنوب إدلب، وتهدف إلى استباق أي هجمات من جانب قوات النظام التي حشدت مؤخرًا قرب إدلب.
السياق السياسي
يُعد هذا التقدم العسكري الأكبر منذ اتفاق وقف إطلاق النار في مارس/آذار 2020 بين روسيا، الداعمة للنظام السوري، وتركيا، الداعمة لفصائل المعارضة. الاتفاق آنذاك أوقف المعارك في آخر معقل كبير للمعارضة في شمال غرب البلاد.