نتنياهو يؤكد دعم خطة ترامب لتهجير الفلسطينيين ولبيد يقترح إدارة مصرية لغزة

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن إسرائيل نجحت حتى الآن في استعادة 192 محتجزًا، مؤكدًا دعمه لخطة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب التي تهدف إلى تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة. من جانبه، اقترح زعيم المعارضة يائير لبيد أن تتولى مصر مسؤولية إدارة القطاع.
وفي كلمة مصورة ألقاها خلال اجتماع لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية (أيباك) يوم الثلاثاء، شدد نتنياهو على ضرورة مطالبة كل دولة “متحضرة” بالإفراج الفوري عن جميع المحتجزين، مضيفًا: “أؤكد لكم أننا سنعيد جميع المحتجزين إلى إسرائيل. لن نصمت ولن نسمح بعودة هذا الرعب مرة أخرى، سنستأصل حماس من غزة ونقتلع الشر من جذوره، فهذا واجبنا المقدس”.
كما أعاد نتنياهو التأكيد على دعمه لخطة ترامب، مشيرًا إلى أن “إسرائيل تدعم منح سكان غزة حرية مغادرة القطاع”. وبخصوص الضفة الغربية، شدد على أن إسرائيل ستبقى في المخيمات هناك “طالما كان ذلك ضروريًا”.
لبيد: حل جديد لغزة بمشاركة مصر
في المقابل، أكد زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد أن “العالم بحاجة إلى حل جديد لغزة، ولا يمكن لإسرائيل القبول ببقاء حماس في السلطة”. وخلال حديثه في “مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات”، وهي مؤسسة بحثية متشددة مقرها واشنطن، اقترح لبيد أن تتولى مصر إدارة قطاع غزة لمدة 8 سنوات، مع إمكانية تمديد الفترة إلى 15 عامًا.
وأوضح أن هذا المخطط يتضمن قيام المجتمع الدولي والحلفاء الإقليميين بسداد ديون مصر الخارجية، مقابل أن تقود القاهرة “قوة سلام” تتألف من دول الخليج والمجتمع الدولي لإعادة إعمار غزة. وأضاف أنه خلال هذه الفترة، سيتم العمل على نزع سلاح القطاع بالكامل، وتهيئة الظروف لحكم ذاتي فلسطيني.
إسرائيل تدرس تمديد وقف إطلاق النار
وفي سياق متصل، أفاد مسؤولون إسرائيليون بأن الحكومة تدرس تمديد المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار في غزة، التي تستمر 42 يومًا، في إطار جهودها لاستعادة 63 محتجزًا لا يزالون داخل القطاع. يأتي ذلك مع تأجيل أي اتفاق بشأن مستقبل غزة في الوقت الراهن.
وكانت المرحلة الأولى من الاتفاق، الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني بوساطة أميركية ومصرية وقطرية، من المقرر أن تنتهي السبت المقبل، وسط عدم وضوح بشأن ما سيلي ذلك.
وفي هذا السياق، قالت شارين هاسكل، نائبة وزير الخارجية الإسرائيلي، إنه لم يتم التوصل إلى اتفاق محدد حول تمديد وقف إطلاق النار، لكنها لم تستبعد هذا الخيار شريطة أن يتم الإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين. وأضافت: “نحن حذرون للغاية، ولم نغلق الباب أمام استمرار الهدنة، لكن ذلك مرتبط بعودة المحتجزين سالمين”.
وفي حال عدم التوصل إلى اتفاق بحلول الجمعة، تتوقع مصادر إسرائيلية أحد خيارين: إما استئناف القتال، أو الإبقاء على الوضع الراهن مع استمرار وقف إطلاق النار، دون إعادة المحتجزين، مع احتمال أن تمنع إسرائيل دخول المساعدات إلى غزة كوسيلة للضغط.
عقبات تعترض المرحلة الثانية من المفاوضات
بحسب مسؤولين مشاركين في المفاوضات، فإن إسرائيل وحركة حماس لم تباشرا بعد مناقشات جادة بشأن المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار، والتي تتطلب تجاوز خلافات جوهرية بين الطرفين.
وتواجه المفاوضات عقبة كبيرة تتعلق بالإفراج عن أكثر من 600 معتقل فلسطيني، حيث أرجأت إسرائيل تنفيذ ذلك، متهمةً حماس بانتهاك الاتفاق عبر إقامة مراسم علنية لتسليم الأسرى الإسرائيليين.
من جانبه، أكد القيادي في حركة حماس باسم نعيم أنه لا يمكن تحقيق تقدم طالما استمرت إسرائيل في احتجاز المعتقلين الفلسطينيين، لكنه شدد على التزام الحركة بوقف دائم لإطلاق النار وانسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من غزة.
وكان من المقرر أن يصل المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط، ستيفن ويتكوف، إلى إسرائيل يوم الأربعاء لمواصلة المحادثات بشأن المرحلة الثانية من الاتفاق. إلا أن موقع “أكسيوس” نقل عن مصدر مطلع أن ويتكوف أرجأ زيارته بضعة أيام بسبب انشغال الولايات المتحدة بجهود دبلوماسية متعلقة بالحرب في أوكرانيا وروسيا.