صحة

اكتشاف آلية جديدة لإنتاج الأنسولين: فرصة لعلاج مرض السكري من النوع الثاني

كشفت دراسة حديثة عن الآليات الأساسية لإنتاج الأنسولين في خلايا بيتا الموجودة في البنكرياس، التي تقوم بإنتاج الأنسولين، وحددت المستقبل المسؤول عن تحلل الأنسولين والذي أطلق عليه اسم “إنسيبتور” أو المستقبل المثبط للأنسولين. يُعتقد أن هذا المستقبل يمثل هدفًا محتملاً لعلاجات جديدة تهدف إلى زيادة مخزون الأنسولين وتعزيز إفرازه في خلايا بيتا البشرية.

وفي عام 2021، اكتشف البروفيسور هايكو ليكرت، مدير معهد أبحاث مرض السكري والتجديد في هيلمهولتز ميونخ في ألمانيا وأستاذ في الجامعة التقنية في ميونخ، بالتعاون مع فريقه، المستقبل “إنسيبتور” ووصفوا دوره كمثبط لمسار إشارات الأنسولين.

يتواجد كل من “إنسيبتور” ومستقبل الأنسولين على سطح خلايا بيتا، حيث يمكن أن يتداخل “إنسيبتور” مع وظيفة مستقبل الأنسولين، مما يقلل من حساسية الخلايا للأنسولين. وتستعرض الدراسة الحديثة، التي نُشرت نتائجها في مجلة “نيتشر ميتابوليزم” في 25 نوفمبر 2024، دور “إنسيبتور” في ربط الأنسولين الزائد داخل خلايا بيتا وتوجيهه للتحلل. ويعلق ليكرت قائلاً: “هذه المعرفة حول وظيفة إنسيبتور تمنحنا فهماً أعمق لكيفية تنظيم خلايا بيتا لتوازن الأنسولين لديها”.

تجديد خلايا بيتا التالفة
تشير زيادة تواجد “إنسيبتور” في خلايا بيتا إلى أن هذا المستقبل يلعب دورًا في تنظيم إفراز الأنسولين، وهي عملية غالبًا ما تتعطل في مرض السكري، مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم. من خلال منع عمل “إنسيبتور”، تمكن الباحثون من إعادة ملء مخازن الأنسولين في خلايا بيتا، وتعزيز إطلاق الأنسولين، والحد من موت خلايا بيتا. ويضيف ليكرت: “خاصة في الخلايا التالفة، يمكن أن يساعد تعطيل “إنسيبتور” في تعزيز إنتاج الأنسولين وحماية خلايا بيتا”.

الأمل لمرضى السكري من النوع الثاني
تشير النتائج إلى أن استهداف “إنسيبتور” بشكل خاص يمكن أن يكون استراتيجية واعدة لتحسين وظيفة خلايا إنتاج الأنسولين لدى مرضى السكري. ويقول ليكرت: “هدفنا هو تطوير أدوية جديدة تدعم توازن الأنسولين في الخلايا وتطيل عمرها بناءً على اكتشافنا”.
يمكن لهذا العلاج أن يساعد بشكل خاص الأفراد في المراحل المبكرة من مرض السكري من النوع الثاني في إبطاء تقدم المرض وتقليل خطر حدوث مضاعفاته.

من المختبر إلى العيادة
لترجمة هذه النتائج من المختبر إلى تطبيقات عملية، أسس ليكرت شركة ناشئة تعمل على تطوير أدوية تستهدف بشكل محدد “إنسيبتور” لحماية وتجديد خلايا بيتا. ومع ذلك، يتطلب الأمر إجراء دراسات أولية في المختبر وعلى الحيوانات قبل الانتقال إلى التجارب السريرية على البشر لاختبار سلامة وفعالية هذه العلاجات. ويؤكد ليكرت: “هدفنا هو تمهيد الطريق للتجارب البشرية وبالتالي المساهمة في علاج مرض السكري، بل وربما الوصول إلى الشفاء منه”.

زر الذهاب إلى الأعلى