الاتحاد الأوروبي يتحسب لسياسات ترامب الاقتصادية وتحركاته ضد الناتو


أثار إعلان المرشح الجمهوري دونالد ترامب فوزه في الانتخابات الرئاسية الأميركية ضد منافسته الديمقراطية كامالا هاريس، قلق قادة الاتحاد الأوروبي بشأن احتمال نشوب حرب تجارية بين الجانبين.
تعهد ترامب بفرض رسوم جمركية إضافية تصل إلى 10% على الواردات الأوروبية، مع تكثيف الضغوط على الاتحاد الأوروبي لاستيراد المزيد من الصادرات الأميركية. جاء ذلك في سياق عودة سياسات الحماية التجارية التي يتبناها ترامب تحت شعار “أميركا أولاً”.
تعزيز تنافسية الاتحاد الأوروبي
في اجتماع عُقد الجمعة في بودابست، اتفق قادة دول الاتحاد الأوروبي على ضرورة تحسين النمو الاقتصادي والإنتاجية، مع مواجهة تحديات السياسات الحمائية الأميركية.
وأكد زعماء الاتحاد الأوروبي، بمن فيهم رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، على أهمية إزالة الحواجز أمام الابتكار وتقليص البيروقراطية، وخاصة للشركات الناشئة، بالإضافة إلى زيادة الاستثمار وتسهيل الوصول إلى رأس المال لتعزيز تنافسية الاتحاد.
مخاوف اقتصادية وأمنية
أعرب قادة أوروبيون، مثل رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، عن قلقهم من تداعيات سياسات ترامب المحتملة، سواء على التجارة أو على حلف شمال الأطلسي (الناتو).
ميلوني دعت أوروبا إلى اتخاذ خطوات أكثر استقلالية، قائلة: “يجب على أوروبا أن تسأل ماذا يمكنها أن تفعل من أجل نفسها بدلاً من انتظار ما يمكن أن تقدمه الولايات المتحدة”.
رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان بدوره أعرب عن قلقه من عدم قدرة أوروبا على تمويل الحرب في أوكرانيا بمفردها إذا انسحبت واشنطن من الدعم. وأضاف: “البعض ما زال يصر على إرسال أموال هائلة لهذه الحرب الخاسرة، لكن هناك زيادة في الأصوات التي تدعو إلى التأقلم مع الوضع الجديد”.
التجارة والاستثمار بالأرقام
تشير بيانات وزارة التجارة الأميركية إلى أن حجم التبادل التجاري بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بلغ 1.36 تريليون دولار في عام 2023، مع صادرات أميركية بقيمة 620 مليار دولار وواردات بقيمة 743.3 مليار دولار.
في المقابل، بلغ العجز التجاري الأميركي مع الاتحاد الأوروبي 124 مليار دولار في 2024، وهو ما يسعى ترامب لمعالجته عبر استقطاب الاستثمارات الأوروبية إلى السوق الأميركية.
حتى عام 2022، سجل الاستثمار الأجنبي المباشر الأميركي في الاتحاد الأوروبي 2.7 تريليون دولار، بينما بلغ الاستثمار الأوروبي المباشر في الولايات المتحدة 2.4 تريليون دولار.
تهديدات للناتو
قد يصبح حلف الناتو ضحية أخرى لسياسات ترامب، الذي طالب مرارًا بزيادة مساهمات الدول الأعضاء في ميزانية الحلف.
في تصريحات سابقة، لمح ترامب إلى احتمال عدم التزام واشنطن بالدفاع عن دول الناتو غير الملتزمة بواجباتها المالية، مؤكداً على ضرورة تحمل الجميع مسؤولياتهم المالية لضمان استمرار الحلف.
الخلاصة
تواجه أوروبا تحديات معقدة في ظل عودة ترامب إلى البيت الأبيض، تتراوح بين تهديدات تجارية وضغوط اقتصادية إلى جانب احتمالات تغييرات جوهرية في العلاقات الأمنية بين الطرفين. ما يستدعي تحركاً أوروبياً استباقياً لتعزيز استقلالية التكتل على كافة الأصعدة.