الأخبار العالمية

قتل فتى فلسطينيا ويحصل الآن على دكتوراه فخرية لبطولته الإسرائيلية

في مشهد مثير للجدل، منحت جامعة رايخمان الدكتوراه الفخرية لعدة شخصيات إسرائيلية تكريماً لما وصفته بـ”البطولة الإسرائيلية”. ومن بين هؤلاء العميد يسرائيل شومر، قائد الفرقة 146، المتورط في حادثة قتل فتى فلسطيني في الضفة الغربية.

تناولت صحيفة “هآرتس” في مقال رأي بقلم جدعون ليفي هذا التكريم بعنوان “قتل مراهقاً فلسطينياً، والآن يحصل على الدكتوراه الفخرية للبطولة الإسرائيلية”. وأشارت الجامعة إلى أن هذا التكريم يُمنح للأفراد الذين تجسد أعمالهم قيم الصهيونية وريادة الأعمال والمسؤولية الاجتماعية والنزاهة الأكاديمية، تقديراً لمساهماتهم المؤثرة في دولة إسرائيل والشعب اليهودي.

أثار هذا القرار استياء واسعاً بين المدافعين عن حقوق الإنسان والنقاد، الذين اعتبروا أن تكريم شومر يُعتبر تعمية على أفعاله المثيرة للجدل.

حادثة حاجز قلنديا

في الثالث من يوليو/تموز 2015، عند حاجز قلنديا في الضفة الغربية المحتلة، اقترب الفتى الفلسطيني محمد قصبة من سيارة العقيد يسرائيل شومر، قائد لواء بنيامين آنذاك، وألقى حجراً على الزجاج الأمامي للسيارة. لم يُصب أحد بأذى، ولكن شومر خرج من سيارته وطارد الفتى، وأطلق عليه ثلاث رصاصات من مسافة 6 إلى 7 أمتار، مما أدى إلى سقوط محمد واستشهاده لاحقاً في المستشفى. لم يستدع شومر الإسعاف لإنقاذ حياة الفتى، بل تقليب جسده بقدمه لفحص حالته.

كان محمد (17 عاماً) ثالث ابن تفقده عائلته بسبب رصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي، بعد أن قُتل إخوته ياسر (10 أعوام) وسامر (15 عاماً) في حوادث مشابهة.

ردود فعل وانتقادات

أعلن جيش الاحتلال عن فتح تحقيق في الحادثة عقب وقوعها، حيث لم يشكل الفتى أي تهديد عند معاقبته من قبل شومر على جراءته برمي حجر. أُغلق التحقيق بعد عام دون اتخاذ إجراءات قانونية ضد شومر، مما أثار استياء واسعاً بين النشطاء والمنظمات الحقوقية.

تأخرت مسيرة شومر لفترة وجيزة حيث أجل رئيس الأركان السابق غادي آيزنكوت ترقيته بعد الحادثة. ولكن مسيرته استمرت وهو الآن مرشح ليصبح رئيس دائرة العمليات في الجيش الإسرائيلي. وأكد ليفي أن إسرائيل لن تحاكم أحداً من مواطنيها على الجرائم المرتكبة في فلسطين المحتلة، مضيفاً: “لو حدث هذا على طريق أيالون السريع في وسط إسرائيل، لكان من المفترض أن يتم اعتقال مطلق النار ومحاكمته بتهمة القتل المتهور. لكن شومر كان ضابطاً في الجيش وضحيته كان فتى فلسطينياً”.

العار لجامعة رايخمان

رغم الانتقادات، أكدت جامعة رايخمان، التي تُعرف بعلاقاتها الوثيقة بجيش الاحتلال، على دعمها لشومر واعتبرت أن تكريمه يأتي في إطار تقدير جهود الأفراد الذين يسهمون في تعزيز أمن إسرائيل. وصف ليفي تصرف الجامعة بـ”العار” و”المشين”، مشيراً إلى أن طلاب جامعة هارفارد، التي تتمنى رايخمان أن تشبهها، يناضلون ضد الحرب في غزة ومن أجل حقوق الشعب الفلسطيني، بينما تمنح رايخمان دكتوراه فخرية لمن وصفه بـ”قاتل الأطفال”.

وأكد ليفي أن سكان قلنديا لن ينسوا هذه الحادثة، حتى لو استمر شومر في تلقي درجات فخرية من جامعات “غير مشرفة”.

زر الذهاب إلى الأعلى