الديمقراطيون يحصدون انتصارات بارزة في نيويورك وفرجينيا ونيوجيرسي ويكتسبون زخما انتخابيا

حقق الحزب الديمقراطي مكاسب انتخابية لافتة في الاستحقاقات المحلية بالولايات المتحدة، بعدما فاز زهران ممداني بمنصب عمدة نيويورك، إلى جانب فوز ميكي شيريل وأبيغيل سبانبرغر بمنصبي حاكم ولايتي نيوجيرسي وفرجينيا. هذه النتائج منحت الديمقراطيين دفعة سياسية مهمة مع اقتراب انتخابات التجديد النصفي للكونغرس العام المقبل.
ممداني أول عمدة مسلم لنيويورك
أعلن زهران ممداني فوزه في انتخابات بلدية نيويورك، مؤكدا خلال خطاب ألقاه أمام أنصاره أنه سيؤدي اليمين في مطلع يناير القادم، ليصبح أول مسلم يقود أكبر مدينة في الولايات المتحدة. وقال ممداني مخاطباً الحضور وسط تصفيق حار:
“لقد منحتموني تفويضاً للتغيير ولسياسات جديدة”، متعهداً بتحسين ظروف سكان المدينة وشاكراً العمال من مختلف الخلفيات في نيويورك.
وبحسب نتائج استطلاع آراء الناخبين، حصل ممداني البالغ من العمر 34 عاماً على 50.4% من الأصوات، متقدماً على منافسه الجمهوري كورتيس سْليوا، والمرشح المستقل والحاكم السابق أندرو كومو، بفارق تجاوز مئة ألف صوت. وقد وصف موقع بلومبيرغ هذه الانتخابات بأنها شهدت أعلى نسبة مشاركة منذ عقود.
ورغم تعرضه لانتقادات بسبب مواقفه من سياسات الحكومة الإسرائيلية والحرب على غزة، ظل ممداني ثابتاً على مواقفه.
انتصارات ديمقراطية في نيوجيرسي وفرجينيا
وفي نيوجيرسي، فازت المرشحة الديمقراطية ميكي شيريل بمنصب الحاكم بعد حصولها على 56% من الأصوات مقابل 43% لمنافسها الجمهوري جاك شيتاريلي.
كما أحرزت الديمقراطية أبيغيل سبانبرغر فوزاً تاريخياً في فرجينيا، لتصبح أول امرأة تتولى منصب الحاكم في الولاية بعد تفوقها على المرشحة الجمهورية وينسوم إيرل-سيرز بنحو 58% من الأصوات. وتُعد سبانبرغر، وهي عضو سابقة في الكونغرس وضابطة سابقة في وكالة الاستخبارات المركزية، من رموز التيار الديمقراطي المعتدل.
ويرى مراقبون أن الانتصار في ولاية فرجينيا ذات الأهمية السياسية يؤشر إلى تحسن موقع الديمقراطيين قبيل الانتخابات النصفية، ويعكس قدرة الحزب على توحيد صفوفه رغم التحديات الداخلية.
ردود سياسية متباينة
من جانبه، سارع الرئيس السابق دونالد ترامب إلى تبرير خسارة الجمهوريين بالقول إن غياب اسمه عن بطاقات الاقتراع والإغلاق الحكومي أثرا على النتائج.
وفي المقابل، اعتبر زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر أن نتائج الانتخابات تمثل رفضاً حاسماً لأجندة ترامب، مضيفاً أن الأميركيين رفضوا “القسوة والفوضى والجشع” المرتبطين بحركة “جعل أميركا عظيمة مجدداً”.
أما السيناتور بيرني ساندرز فرأى أن فوز ممداني يُعد من أكبر المفاجآت السياسية في تاريخ الولايات المتحدة الحديث، في إشارة إلى رمزية هذا الانتصار وأثره السياسي المستقبلي.
بهذه النتائج، يبدو أن الديمقراطيين يدخلون المرحلة الانتخابية المقبلة بزخم قوي، بينما يواجه الجمهوريون أسئلة صعبة حول مسارهم الاستراتيجي في ظل استمرار نفوذ ترامب داخل الحزب.









