وزير التجارة التركي يزور قطر لضمان راحة المستثمرين والسياح العرب
أكد وزير التجارة التركي، عمر بولات، في مؤتمر صحفي عُقِد في العاصمة القطرية الدوحة، والذي حضره للمشاركة في معرض قطر الدولي للبستنة “إكسبو قطر 2023″، على سلامة واستقرار الاستثمار في تركيا، مؤكداً على عدم وجود أي تمييز أو عنصرية تجاه الأجانب في بلاده. وشدد على أن تركيا تفتح أبوابها للاستثمار أمام الجميع.
وفيما يتعلق بالتأثير المحتمل لحوادث العنف التي تعرض لها عرب في تركيا على السياحة واستثماراتهم، أكد بولات أن تركيا تحتفظ بعلاقات قوية وتاريخية مع الدول العربية، وتضمن سلامة وراحة السياح الأجانب، بمن فيهم العرب. وأشار إلى أن أكثر من 3 ملايين سائح عربي قد زاروا تركيا هذا العام، واستمتعوا بجميع الحقوق والامتيازات كالمواطنين الأتراك.
حوادث فردية
أشار المتحدث إلى أن تركيا تستضيف حاليا أكثر من 4.5 مليون لاجئ، ومعظمهم من السوريين، مما يجعل من الممكن حدوث بعض الحوادث نتيجة للتحريض عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وأوضح أن بعض هذه الحوادث تكون فردية وقد يتم تضخيمها على منصات التواصل الاجتماعي. وأكد أن الحكومة التركية تولي أهمية كبيرة للسياح العرب والأجانب، وأنه لا يوجد تمييز أو عنصرية تجاههم.
وأشار إلى أن هناك جهات تحاول استغلال هذه الحوادث لزعزعة العلاقات بين تركيا والعرب، ولكن الحكومة التركية لن تسمح بهذا. واتهم حزبًا عنصريًا في تركيا بتصاعد هذه الأوضاع، مشيرًا إلى أن هذا الحزب حصل على نسبة صغيرة من الأصوات في الانتخابات الأخيرة، مما يعني أن معظم الشعب التركي يرفض هذه الممارسات.
وأوضح أن قوات الأمن في تركيا تتعامل بشكل احترافي وعادل مع مثل هذه الحوادث، دون تمييز بين الأتراك والأجانب. وأشار إلى أن الرئيس رجب طيب أردوغان يولي أهمية كبيرة لصناعة السياحة، حيث تسعى تركيا إلى استقبال 100 مليون سائح بحلول عام 2030.
التجارة مع العالم العربي
من جهة أخرى، أكد بولات أن تركيا تسعى جاهدة إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية مع الدول العربية، وتطمح إلى جذب المزيد من الاستثمارات العربية في المستقبل.
وفيما يتعلق بتأثير استعادة العلاقات بين أنقرة والقاهرة على حجم التبادل التجاري بين البلدين، أوضح الوزير التركي أن بلاده لديها استراتيجية لتعزيز وزيادة حجم التبادل التجاري مع الدول الإسلامية عمومًا والعربية خصوصًا.
وأشار إلى أنه منذ توليه منصبه قبل نحو 4 أشهر، قام بزيارة 14 دولة، أغلبها من دول العالم العربي والإسلامي، بما في ذلك قطر والعراق والإمارات والسعودية. وأكد أن الحكومة تولي أهمية كبيرة لتطوير التجارة مع هذه البلدان، مشيرًا إلى أن تركيا تهدف إلى زيادة حجم التبادل التجاري مع مصر إلى 15 مليار دولار، مقارنةً بالمستوى الحالي البالغ 9 مليارات دولار.
وأضاف بولات أنه التقى نظيره المصري في أنقرة في يوليو الماضي وجرى بحث تعزيز العلاقات في مجالات الصناعة والتجارة. كما أشار إلى أن وزير الخارجية المصري التقى أيضًا مع العديد من المسؤولين التركيين بهدف التعاون وتذليل العقبات التي تعيق تعزيز التعاون بين البلدين.
شراكة إستراتيجية مع قطر
وزير التجارة التركي أكد أن هناك العديد من الشركات التركية تعمل في مناطق الصناعة الحرة في مصر، حيث تسهم في توفير الوظائف للآلاف، إذ توظف هذه الشركات أكثر من 35 ألف مصري.
وأشار إلى أنه في إطار تعزيز التعاون بين تركيا ومصر، سيشارك وفد اقتصادي تركي على مستوى عال في معرض القاهرة الدولي للتجارة والصناعة الذي من المقرر عقده في الشهر الجاري. كما سيتم عقد لقاء مع نظيره المصري بهدف مناقشة توفير التسهيلات اللازمة للمستثمرين، بهدف تعزيز الاستثمار المتبادل وتنظيم فعاليات مشتركة من خلال المنظمات التي تجمع بين القطاعين في البلدين. ويتوقع أن تشهد العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين قفزة كبيرة نتيجة لهذه الجهود.
بالنسبة للعلاقات مع قطر، أكد الوزير التركي أن تعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية مع قطر يحظى بأهمية كبيرة في أجندة بلاده. وأشار إلى وجود علاقات استراتيجية وثيقة تجمع بين البلدين في جميع المجالات، بما في ذلك الجوانب الاقتصادية والتجارية. وأوضح أن حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ 2.3 مليار دولار في العام الماضي، وأن الجانبين يعملان بجدية على زيادة هذا الرقم.
بالإضافة إلى ذلك، كشف الوزير عن زيارة مقررة للرئيس رجب أردوغان للدوحة في ديسمبر المقبل، حيث سيجري لقاء مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وسيتبع ذلك توقيع اتفاقيات وتفاهمات مشتركة. وأكد أن هناك اتفاقية شراكة تجارية ستتم تنفيذها قريبًا لتعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين.
