ارتفاع أسعار الذهب مع تصاعد التوترات الجيوسياسية وتصاعد إنتاج النفط من أوبك بلس

شهدت أسعار الذهب ارتفاعاً ملحوظاً اليوم الاثنين، مدفوعة بتصاعد التوترات بين روسيا وأوكرانيا، وتصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب التي تهدد بمضاعفة الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألمنيوم. هذا التصاعد دفع المستثمرين للبحث عن الذهب كملاذ آمن وسط حالة عدم الاستقرار العالمية.
ارتفع سعر الذهب في التعاملات الفورية بنسبة 1.83% مسجلاً 3349.6 دولاراً للأوقية، فيما زادت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة بنسبة 1.73% لتصل إلى 3373 دولاراً.
يأتي ذلك بعد إعلان ترامب يوم الجمعة الماضي عزمه رفع الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألمنيوم من 25% إلى 50%، ما دفع المفوضية الأوروبية للتحذير من استعدادها لاتخاذ إجراءات ردية.
وفي هذا السياق، قال تيم واترر، كبير محللي السوق في “كيه سي إم تريد”: “مع تجدد المخاوف التجارية والجيوسياسية، لم يكن مفاجئاً أن يبدأ الذهب الأسبوع بصعود ملحوظ”.
على صعيد الأزمة الأوكرانية، شهدت الساحة تصعيداً في العمليات القتالية قبيل جولة محادثات السلام الثانية في إسطنبول، حيث نفذت أوكرانيا هجمات جريئة، في حين شنت روسيا هجمات بطائرات مسيرة خلال الليلة الماضية.
وأشار واترر إلى أن “الأصول عالية المخاطر تتراجع بداية الأسبوع، بينما يساهم انخفاض الدولار في دعم أسعار الذهب”.
وانخفض مؤشر الدولار بنسبة 0.63%، مما يجعل الذهب أقل تكلفة لحائزي العملات الأخرى.
تترقب الأسواق هذا الأسبوع تصريحات مسؤولي مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، خاصة خطاب رئيس البنك المركزي جيروم باول المقرر اليوم، للحصول على مؤشرات بشأن السياسة النقدية المستقبلية.
ويعتبر الذهب أحد أصول الملاذ الآمن التي تزدهر مع انخفاض أسعار الفائدة، وفي ظل حالة الضبابية الجيوسياسية والاقتصادية الراهنة.
من جهة أخرى، صرح وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت أمس أن الرئيس الأميركي ونظيره الصيني شي جين بينغ من المتوقع أن يجريا قريباً محادثات لحل الخلافات التجارية، بما في ذلك النزاع المتعلق بالمعادن الحيوية.
وعلى صعيد المعادن النفيسة الأخرى، سجلت الأسعار الأداء التالي:
- ارتفعت الفضة في التعاملات الفورية بنسبة 1.06% إلى 33.35 دولاراً للأوقية.
- انخفض البلاتين بنسبة 0.91% إلى 1049.97 دولاراً.
- صعد البلاديوم بنسبة 0.5% إلى 979.08 دولاراً.
أسعار النفط
ارتفعت أسعار النفط اليوم بعد أن قررت مجموعة أوبك بلس زيادة الإنتاج في يوليو/تموز بنفس الكمية التي زادت بها خلال الشهرين السابقين، مما خفف من المخاوف لدى المتعاملين الذين توقعوا زيادة أكبر.
وصعدت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 1.91 دولار أو 3.04% إلى 64.69 دولاراً للبرميل، بعد أن أنهت تداولات الجمعة الماضية منخفضة بنسبة 0.9%.
كما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 2.08 دولار أو 3.42% ليصل إلى 62.86 دولاراً للبرميل، بعد انخفاضه 0.3% في الجلسة السابقة.
وسجل الخامان انخفاضاً أسبوعياً تجاوز 1% خلال الأسبوع الماضي.
وفي قرار صدر أول أمس، أعلنت منظمة أوبك وحلفاؤها زيادة الإنتاج بمقدار 411 ألف برميل يومياً في يوليو، وهو الارتفاع الثالث على التوالي، في محاولة لاستعادة حصتها السوقية ومعاقبة الدول التي تجاوزت حصصها الإنتاجية.
وكانت توقعات السوق تشير إلى احتمال مناقشة زيادة أكبر في الإنتاج، لكن المحلل هاري تشيلينجيريان من “أونيكس كابيتال غروب” قال إن زيادة أكبر فجائية كانت ستؤدي إلى هبوط كبير في الأسعار مع افتتاح السوق اليوم.
وأشار متداولو النفط إلى أن قرار زيادة الإنتاج البالغ 411 ألف برميل قد تم احتسابه بالفعل في أسعار عقود برنت وغرب تكساس.
وفي مذكرة اليوم، ذكر بنك الكومنولث الأسترالي أن الهدف الرئيسي من هذه الخطوة هو معاقبة أعضاء أوبك بلس مثل العراق وكازاخستان، الذين استمروا في الإنتاج فوق الحصص المتفق عليها.
وأكد تقرير صادر عن وكالة إنترفاكس الروسية نقلًا عن نائب وزير الطاقة الكازاخي، أن بلاده أبلغت أوبك بأنها لا تعتزم خفض إنتاجها النفطي.
من جانبها، توقعت غولدمان ساكس أن تقوم أوبك بلس بزيادة نهائية للإنتاج بمقدار 410 آلاف برميل في أغسطس/آب المقبل.
وساهم انخفاض مخزونات الوقود في الولايات المتحدة في تعزيز المخاوف بشأن الإمدادات، خاصة مع توقع موسم أعاصير أقوى من المتوسط يؤثر على إنتاج النفط الأميركي.
وقال محللو بنك ANZ: “كان من المشجع ارتفاع الطلب على البنزين مع بداية موسم القيادة في الولايات المتحدة، حيث بلغت الزيادة حوالي مليون برميل يومياً، وهي ثالث أعلى زيادة أسبوعية خلال السنوات الثلاث الماضية”.
يراقب المتداولون عن كثب تأثير تراجع الأسعار على إنتاج النفط الأميركي، الذي بلغ ذروة تاريخية عند 13.49 مليون برميل يومياً في مارس الماضي.