فوائد الخل الصحية: من تحسين الهضم إلى دعم مستويات السكر في الدم
تشير الأبحاث الحديثة إلى أن استهلاك كميات صغيرة من الخل يومياً قد يعزز صحتك بطرق مهمة، ولكن كيف يحدث ذلك؟
منذ آلاف السنين، عندما صنع البابليون الخل لأول مرة، استخدمته العديد من الثقافات حول العالم لأغراض طبية. على سبيل المثال، مزج الإغريق القدماء خل التفاح مع العسل لعلاج مشاكل الجهاز التنفسي، بينما كان الأوروبيون في العصور الوسطى يعتقدون أنه يقي من الطاعون، واستخدم الصينيون خل الأرز لعلاج الألم.
وقد أظهرت الدراسات الحديثة أن الخبراء مثل إيرين بالينسكي ويد من نيوجيرسي يوصون باستخدام الخل لمرضاهم بشكل متزايد، حيث يرون أنه قد يقدم مجموعة من الفوائد الصحية مع القليل من الآثار السلبية.
تاريخ الخل يعود إلى 5000 سنة قبل الميلاد في بابل، حيث كان يُستخدم ليس فقط في الطهي، بل كدواء ومادة حافظة وشراب يُعزز القوة والصحة العامة، حسب تقرير من جامعة هارفارد.
الخل هو مزيج من حمض الأسيتيك والماء، ويتم إنتاجه من خلال عملية تخمير ثنائية، حيث يتم تحويل السكر أو النشا إلى كحول أولاً، ثم يُخمر الكحول إلى حمض الأسيتيك. يتميز الخل بوجود مواد مغذية، مثل الفيتامينات والمعادن والأحماض الأمينية والبوليفينولات، التي تمنح الخل فوائد إضافية لصحة الإنسان.
على الرغم من أن الخل غالباً ما يُروج له كعلاج متعدد الأغراض، لا تدعم الأبحاث العلمية الحالية استخدامه كعلاج فعال لأمراض معينة. ومع ذلك، فقد أظهرت بعض الدراسات على الحيوانات والدراسات البشرية الصغيرة أنه قد يكون له تأثيرات صحية مفيدة.
الخل يحتوي على سعرات حرارية منخفضة وعناصر غذائية قليلة. على سبيل المثال، تحتوي ملعقة كبيرة من الخل على ما بين 2 إلى 15 سعرة حرارية، ويُعدّ خالياً من الصوديوم والسكر، مما يجعله مكوناً مثالياً لإضفاء نكهة على الطعام في الأنظمة الغذائية القاسية.
الخل يحتوي على حمض الأسيتيك، وهو مكون رئيسي يُحسن الهضم والتمثيل الغذائي ويسهم في إنتاج الطاقة. بعض الدراسات أظهرت أن تناول خل التفاح قد يساعد في تقليل مستوى السكر في الدم وتحسين التحكم في مستويات السكر مع مرور الوقت، خاصةً عند تناول الطعام الغني بالكربوهيدرات.
كما قد يُساهم الخل في تحفيز عملية حرق الدهون وتحسين صحة القلب، وفقاً لبعض الأبحاث. ولكن، حسب الخبراء، يجب تناول الخل بحذر وبتدرج، حيث يمكن أن يتسبب استهلاك كميات كبيرة منه في تضرر الأسنان والمريء بسبب حمض الأسيتيك.
الخل البلسمي، مثلاً، غني بالبوليفينولات التي قد تساعد في تحسين الهضم. أما خل الأرز، فقد أظهرت بعض الدراسات أنه يقدم فوائد مشابهة.
على الرغم من أن الخل يعد مفيداً، إلا أنه ليس بديلاً عن الأدوية أو العلاجات الطبية. ينصح بتخفيفه بالماء أو العصير، وتجنب تناوله بكميات كبيرة يومياً.