تزايد الحراك الدبلوماسي والاقتصادي بين موريتانيا والإمارات

شهدت الأسابيع الأخيرة نشاطًا مكثفًا في العلاقات الموريتانية-الإماراتية، مع تبادل زيارات رفيعة المستوى بين مسؤولين من البلدين، أبرزهم الوزير الأول الموريتاني الذي كلفه فخامة رئيس الجمهورية بتسليم رسالة خطية للرئيس الإماراتي ،وقد شملت هذه الزيارات المكوكية مجالات الاقتصاد، النقل، الثقافة، والإدارة الحكومية.
وفود موريتانية بارزة تزور الإمارات
توجه قائد الأركان العامة للجيوش، الرائد البحري محمد إبراهيم السالم، إلى الإمارات ضمن وفد عسكري رفيع، في إطار التعاون الثنائي في المجال الدفاعي.
كما زار عدد من الوزراء وكبار المسؤولين الموريتانيين الدولة الخليجية خلال هذه الفترة، من بينهم:
- وزير الاقتصاد والمالية، سيد أحمد ولد ابوه، الذي عقد جلسة مباحثات مع نظيره الإماراتي عبد الله بن طوق المري، لبحث سبل تعزيز التعاون الاقتصادي، والاستثمارات الإماراتية في موريتانيا، خاصة في القطاع الخاص.
- وزير الوظيفة العمومية والعمل، محمد ولد اسويدات، الذي شارك في الدورة الرابعة من منتدى الإدارة الحكومية العربية، المنعقد في دبي بين 11 و13 فبراير 2025.
- وزير التجهيز والنقل، اعلي ولد الفيرك، الذي حضر الندوة العالمية الرابعة لدعم التنفيذ (GISS 2025)، التي نظّمتها هيئة الطيران المدني الدولي “الإيكاو” في أبو ظبي، لمناقشة تطوير سوق الطيران المستدام.
إلى جانب هؤلاء الوزراء، ضمّت الوفود الموريتانية شخصيات بارزة، مثل المدير العام للتمويلات والتعاون الاقتصادي، محمد سالم ولد الناني، والمديرة العامة لوكالة ترقية الاستثمارات، آيساتا لام، بالإضافة إلى رئيس الاتحاد الوطني لأرباب العمل، زين العابدين ولد الشيخ أحمد، الذي قاد وفدًا من رجال الأعمال لاستكشاف فرص الشراكة والاستثمار في الإمارات. كما شملت الزيارات وفودًا ثقافية وإعلامية وشبابية، شاركت في أنشطة متنوعة.
وفود إماراتية تزور موريتانيا
في المقابل، استقبلت نواكشوط عدة وفود إماراتية، كان من أبرزها:
- وفد من هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، برئاسة حمدان مسلم المزروعي، إلى جانب الأمين العام للهلال الأحمر، حمود الجنيبي، والأمين العام للمدرسة الرقمية بدبي، في إطار التعاون الإنساني والتنموي.
- وفد ثقافي من دائرة الثقافة في الشارقة، الذي أشرف على إطلاق الدورة العاشرة من مهرجان نواكشوط للشعر العربي خلال فبراير.
زيارة خاصة لشقيق رئيس الإمارات إلى الشمال الموريتاني
في تطور لافت، اختار الأمير حامد بن زايد آل نهيان، شقيق رئيس الإمارات، ولاية تيرس الزمور في أقصى الشمال الموريتاني لقضاء عطلته خلال يناير الماضي. وقد التقى هناك بالرئيس محمد ولد الغزواني في مقر إقامته قرب بئر أم اكرين، حيث ناقشا العلاقات الثنائية وسبل تعزيز التعاون بين البلدين.
علاقات استراتيجية واستثمارات متنامية
تأتي هذه الزيارات في سياق الشراكة المتنامية بين نواكشوط وأبو ظبي، حيث سبق للرئيس الغزواني أن زار الإمارات عدة مرات، أبرزها زيارته الرسمية عام 2020، التي أسفرت عن إعلان استثمارات إماراتية بقيمة ملياري دولار في موريتانيا. كما حضر في ديسمبر الماضي احتفالات الذكرى الـ53 لتأسيس دولة الإمارات، في مؤشر على متانة العلاقات بين البلدين.
تعكس هذه الديناميكية المتسارعة بين موريتانيا والإمارات إرادة مشتركة لتعزيز التعاون في مختلف المجالات، وسط توقعات بمزيد من المشاريع الاستثمارية والمبادرات التنموية التي تعزز مكانة البلدين كشريكين استراتيجيين.