الصين في سباق الشرائح: توجيهات حكومية للحد من الاعتماد على تكنولوجيا إنفيديا


في سباق محموم للسيطرة على قطاع الذكاء الاصطناعي، أصبحت شركة “إنفيديا” ركيزة أساسية بفضل شرائحها المتقدمة التي تتيح تشغيل آليات الذكاء الاصطناعي بكفاءة عالية، مما جعلها محط أنظار دول وشركات عالمية. مؤخرًا، أصدرت الحكومة الصينية تحذيرًا لشركاتها المحلية تحثها على الاعتماد على شرائح ذكاء اصطناعي محلية الصنع بدلاً من شرائح “إنفيديا”. ورغم أن هذا التحذير لم يُرقَ إلى قانون يمنع استخدامها، إلا أنه يشير إلى توجه رسمي صريح.
لكن لماذا تُحذّر الحكومة الصينية من استخدام شرائح “إنفيديا”؟ فعلى الرغم من تفوقها في هذا القطاع، تتزامن هذه التحذيرات مع استمرار التوترات الاقتصادية والعقوبات الأميركية التي تهدد الشركات الصينية. وفي حال فرض حظر على استخدام هذه الشرائح، قد تواجه الشركات الصينية صعوبة في المنافسة.
من ناحية أخرى، تبذل الصين جهودًا مكثفة لتطوير بدائل محلية؛ إذ استثمرت أكثر من 47 مليار دولار لدعم صناعة الشرائح. ومع ذلك، لا تزال الشرائح الصينية العتيقة، التي تعتمد على تقنيات 16 نانومتر أو أكثر، تفتقر إلى القدرة على دعم تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة.
في هذا السياق، تعزز الحكومة الصينية قدراتها المحلية لضمان سلاسل توريد مستقرة للصناعات الحيوية مثل السيارات الكهربائية والأجهزة المنزلية، معتبرة أن تطوير الشرائح العتيقة خطوة نحو الوصول لتقنيات الشرائح الحديثة.
ورغم أن شركة “هاي سيليكون”، التابعة لشركة “هواوي”، قد قطعت خطوات متقدمة ووصلت إلى معمارية 7 نانومتر في هواتفها الحديثة، إلا أن هناك فجوة تقنية تقدر بثلاث سنوات مقارنة بالغرب. ومع هذا، فإن التطورات السريعة في الأبحاث والمعامل تشير إلى قدرة الشركات الصينية على سد هذه الفجوة.
في النهاية، تظل الشرائح والذكاء الاصطناعي ورقة ضغط رئيسية تستخدمها الحكومة الأميركية ضد الصين. والسؤال المطروح الآن: هل تستطيع الشرائح الصينية العتيقة تحمل متطلبات الذكاء الاصطناعي، أم أنها ستبقى محدودة في استخدامها ضمن صناعات مثل السيارات الكهربائية؟