الأخبار العالمية

اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله: خطوة نحو التهدئة أم هدنة مؤقتة؟

حظي اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله اللبناني بدعم من قادة الطرفين، إذ أبدى قادة حزب الله تأييدًا مبدئيًا للاتفاق الذي جاء بوساطة الولايات المتحدة.

هذه الخطوة تعزز الآمال بإنهاء الحرب، لكنها تثير تساؤلات حول قدرة الاتفاق على إنهاء صراع استمر لأكثر من عام على الحدود، حيث أسفرت العمليات الإسرائيلية عن مقتل أكثر من 3700 شخص، غالبيتهم من المدنيين، ونزوح أكثر من 1.2 مليون لبناني و50 ألف إسرائيلي من منازلهم.

ويرى محللون أن الاتفاق، الذي بدأ تطبيقه في الساعة الرابعة من صباح اليوم الأربعاء (الثانية فجرًا بتوقيت غرينتش)، قد يساهم في تهدئة الأوضاع بشكل مؤقت، لكنه قد لا يشكل حلاً جذريًا للنزاع الأعنف الذي اندلع في غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

الاتفاق يأتي عقب أشهر من القصف المتبادل عبر الحدود، حيث تدّعي إسرائيل تحقيق “إنجازات كبرى”، بما في ذلك اغتيال زعيم حزب الله حسن نصر الله وعدد من قادته البارزين، وتدمير واسع للبنية التحتية للحزب. كما أثار هجوم معقد في سبتمبر/أيلول، تضمن تفجير مئات من أجهزة الاتصال التي يستخدمها الحزب، تساؤلات بشأن اختراقات داخلية محتملة.

ومع ذلك، أظهر مقاتلو الحزب مقاومة شرسة على الأرض، مما أبطأ تقدم القوات الإسرائيلية رغم استمرار إطلاق الصواريخ والقذائف والطائرات المسيرة يوميًا.

شروط الاتفاق

ينص الاتفاق على وقف القتال وانسحاب القوات الإسرائيلية خلال 60 يومًا، مع التزام حزب الله بإنهاء وجوده المسلح في مناطق واسعة من جنوب لبنان. وأعلن الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، جو بايدن، أن الاتفاق يهدف إلى تحقيق وقف دائم للأعمال العدائية.

كما يشمل الاتفاق نشر آلاف الجنود اللبنانيين وقوات حفظ السلام الأممية (اليونيفيل) في المناطق الواقعة جنوب نهر الليطاني، مع تشكيل لجنة دولية بقيادة الولايات المتحدة للإشراف على التنفيذ. ورغم مطالبة إسرائيل بحق الرد على أي انتهاكات من حزب الله، رفضت السلطات اللبنانية إدراج ذلك ضمن بنود الاتفاق.

التحديات وعدم اليقين

أشار أحد قادة حزب الله إلى أن دعم الحزب للاتفاق مشروط بعدم تجدد الهجمات الإسرائيلية. وقال محمود قماطي، نائب رئيس المجلس السياسي لحزب الله، في تصريح لقناة الجزيرة: “سنراجع نص الاتفاق للتأكد من مطابقته لما أُعلن، فنحن نرغب في إنهاء العدوان، لكن ليس على حساب سيادة لبنان”.

من جانبه، أكد كبير دبلوماسيي الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أن الاتفاق يعالج المخاوف الأمنية لإسرائيل، مشيرًا إلى دور فرنسي في الوساطة.

انعكاسات على غزة

لا تزال التطورات في غزة تؤثر على الموقف العام، إذ يشترط حزب الله وقف هجماته على إسرائيل بوقف عدوانها على غزة. وقد يُنظر في بعض الأوساط إلى الاتفاق على أنه “تنازل” من الحزب لإسرائيل.

وفي الوقت نفسه، تستمر العمليات الإسرائيلية في غزة، حيث أسفرت عن مقتل أكثر من 44 ألف فلسطيني وفقًا للمسؤولين هناك. ورغم الخسائر الفادحة التي تزعم إسرائيل أنها ألحقتها بحماس، بما في ذلك اغتيال كبار قادتها، لا تزال الحركة تحتجز عشرات الأسرى الإسرائيليين، مما يمنحها أوراق ضغط إضافية في أي مفاوضات مستقبلية.

الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي يأمل في استعادة السيطرة على غزة ضمن دولة فلسطينية مستقلة، دعا أمس إلى تدخل دولي عاجل لإنهاء النزاع، مؤكدًا في كلمته أمام الأمم المتحدة أن السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار هو إيجاد حل شامل للقضية الفلسطينية.

زر الذهاب إلى الأعلى