الأخبار العالمية

المقاومة تنصب كمائن لصد الاحتلال في غزة والجيش الإسرائيلي يصف المواجهات بالعنيفة

المقاومة تنصب كمائن لصد الاحتلال في غزة والجيش الإسرائيلي يصف المواجهات بالعنيفة

“أعلنت المقاومة الفلسطينية عن نصب كمائن لمواجهة جنود الاحتلال الإسرائيلي الداخلين في قطاع غزة وتصاعدت المواجهات في مناطق متعددة. منذ فجر اليوم الثلاثاء، خلّفت الهجمات الإسرائيلية العديد من الشهداء والجرحى.

في اليوم الثاني لأكبر توغل إسرائيلي في القطاع المحاصر منذ بداية معركة طوفان الأقصى، أكدت المقاومة تدمير آليات وإصابة جنود الاحتلال. ووصف الجيش الإسرائيلي هذه المواجهات بأنها عنيفة، مشيرًا إلى ضرورة الصمود والصبر.

في هذا السياق، أعلنت كتائب عز الدين القسام، الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، عن فتح النار من إحدى الكمائن صباح اليوم باتجاه آليات إسرائيلية متوغلة غرب منطقة التوام في شمال غرب قطاع غزة. كما أعلنت استهداف ثلاث آليات إسرائيلية.

الكتائب أكدت أن مقاتليها يشنون معارك عنيفة مع القوات الإسرائيلية في منطقة شمال غرب القطاع، وأنهم استهدفوا آليتين وألحقوا أضرارًا بجنود الاحتلال. كما قاموا بتدمير آلية إسرائيلية شرق إيريز باستخدام عبوة ناسفة وقذيفتين من طراز “الياسين 105”. أيضًا، قاموا بقصف قوة راجلة إسرائيلية قرب معبر كرم أبو سالم في شرق رفح بواسطة قذائف هاون.

تجدر الإشارة إلى أن الكتائب أعلنت عن مواجهات مشابهة مع جنود الاحتلال في شمال غرب القطاع يوم أمس، وقامت بالاستهداف في مناطق مختلفة من القطاع، مما أسفر عن تدمير آليات إسرائيلية وإصابة جنودها.”

من ناحيتها، أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، عن استهدافها “تجمعاً للآليات العدو” في شمال غرب قطاع غزة بواسطة عدد كبير من قذائف الهاون. وأشارت إلى أن مقاتليها نصبوا كمينًا محكمًا شرق حي الزيتون على الأطراف الجنوبية الشرقية لمدينة غزة، وألحقوا خسائر بقوة مدرعة إسرائيلية.

في السياق نفسه، أفادت مصادر إسرائيلية بأنه شهدت الليلة الماضية معارك عنيفة بين المقاتلين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية التي توغلت بريًا في قطاع غزة.

وفي إطار ما وصفته قوات الاحتلال بـ”توسيع العمليات البرية”، توغلت بعض الدبابات والآليات الإسرائيلية يوم أمس الاثنين بمسافة تقرب من ثلاثة كيلومترات في اتجاه جنوب شرق مدينة غزة، حيث وصلت إلى شارع صلاح الدين الذي يربط بين شمال وجنوب القطاع. ولكن لم تتمكن هذه القوات من البقاء هناك لفترة طويلة، حيث انسحبوا بعد مضي ساعة واحدة فقط، وذلك بعد تعرضهم لهجمات من قبل المقاومة وبعد قصف سيارة مدنية أدى إلى مقتل من كانوا فيها.

ووصفت حركة حماس هذا التوغل بأنه محاولة فاشلة لرفع المعنويات في الشارع الإسرائيلي. وأكد القيادي في حماس، غازي حمد، في مؤتمر صحفي في بيروت، أن قدرة كتائب القسام القتالية نجحت في صده، مشيرًا إلى أن غزة ستظل مكان دفن للغزاة.

اشتباكات وقصف عنيف

ذكر المراسل هشام زقوت من شبكة الجزيرة أن القوات الإسرائيلية متمركزة في مناطق بيت حانون وبيت لاهيا بشمال قطاع غزة، لكنها لم تتقدم إلا على مسافة محدودة خلف السياج الحدودي. تجد نفسها مواجهة اشتباكات عنيفة مع قوات المقاومة.

وأشار زقوت إلى أن البيانات الصادرة عن المقاومة تشير إلى تأسيس كمائن للمقاومة، خصوصًا في بيت حانون وبيت لاهيا.

وأوضح المراسل أن الاشتباكات بين القوات المتوغلة والمقاومة لا تزال مستمرة وتتجدد في أي لحظة. على الرغم من سياسة الأرض المحروقة التي تتبعها إسرائيل، فإن المقاومة لا تزال قادرة على التصدي ومنع تقدم قوات الاحتلال في عمق قطاع غزة.

وأوضح المراسل أن شمال قطاع غزة تعرض لقصف عنيف خلال الساعات الأخيرة مع تقدم القوات الإسرائيلية في بيت حانون وبيت لاهيا.

بالإضافة إلى ذلك، أشار إلى أن القوات الإسرائيلية نفذت غارات جوية وقصفاً بالمدفعية على مناطق جنوب حي الزيتون في جنوب شرق مدينة غزة.

وأفاد الجيش الإسرائيلي اليوم بشنه غارات على 300 هدف في قطاع غزة أمس.

وأعلن الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاغاري، أمس أن الجيش يواصل توسيع نشاطه البري داخل قلب قطاع غزة، وأوضح أن النشاط الهجومي للجيش سيزيد ويتصاعد وفقًا لمراحل وأهداف الحرب.

شهداء وجرحى

أفاد مراسل الجزيرة باستشهادامرأة وإصابة عدة أشخاص في غزة صباح اليوم نتيجة للقصف الإسرائيلي الذي استهدف نازحين في منطقة التوام بشمال قطاع غزة.

وقبل ذلك بقليل، أكد مصدر طبي للجزيرة وفاة 13 فلسطينيًا، بينهم أطفال، وإصابة آخرين جراء الهجوم الجوي الإسرائيلي على منزل في منطقة الزوايدة شمالي قطاع غزة.

وقد أسفر قصف منزل في حي الزيتون بغزة عن وفاة 7 آخرين، بينهم أطفال أيضًا.

بالإضافة إلى ذلك، أفاد مراسل الجزيرة بوقوع وفاة 3 أطفال آخرين وإصابة آخرين جراء القصف الإسرائيلي الذي استهدف منزلًا في منطقة رفح جنوبي قطاع غزة.

في الليلة الماضية، استهدفت طائرات الاحتلال منازل في محيط المستشفى الإندونيسي بشمال القطاع، ومنازل أخرى بالقرب من مستشفى القدس التابع لجمعية الهلال الأحمر غرب مدينة غزة، ومحيط مستشفى غزة الأوروبي في جنوب القطاع، بالإضافة إلى محيط مستشفى الصداقة التركي.

ردًا على هذا القصف الإسرائيلي، أطلقت المقاومة الفلسطينية صباح اليوم رشقات صاروخية جديدة باتجاه مستوطنات غلاف قطاع غزة، مما أدى إلى دوي صفارات الإنذار في مناطق أخرى، بما في ذلك عسقلان.

مع استمرار القصف العنيف والمتواصل على قطاع غزة، ارتفع عدد الشهداء حتى يوم أمس إلى 8306، منهم 3457 طفلًا، إضافة إلى 2136 امرأة، بالإضافة إلى إصابة 21,840 شخصًا بجروح مختلفة، وفقًا لوزارة الصحة في غزة.

وأشارت الوزارة إلى تلقيها 1950 بلاغًا عن مفقودين، بينهم 1050 طفلًا لا يزالون تحت أنقاض المنازل المدمرة.

زر الذهاب إلى الأعلى