متصفح “تور”: البوابة الآمنة إلى الإنترنت المظلم والخصوصية الرقمية

يُعد متصفح “تور” البوابة الرئيسة لكل من يرغب في الوصول إلى الإنترنت المظلم، وهو السبب الأساسي وراء شهرته، رغم أنه يقدم مجموعة واسعة من المزايا الأخرى المتعلقة بالأمان والخصوصية. ويعتبر “تور” من أكثر المتصفحات أمانًا في عالم الحواسيب، إذ يوفر مستويات متعددة من الحماية، لدرجة أن بعض مزودي خدمة الإنترنت قد يوقفون الاتصال إذا اكتشفوا استخدامه.
ما هو متصفح “تور” ولماذا هذا الاسم؟
متصفح “تور” هو جزء من مشروع مفتوح المصدر يحمل الاسم ذاته (Tor)، والذي يعد اختصارًا لـ The Onion Router، أي “جهاز توجيه البصل”، وهو السبب وراء اعتماد شعار البصل للمتصفح.
يهدف المشروع إلى حماية بيانات المستخدمين وتعزيز الخصوصية عند تصفح الإنترنت، بما يتيح الوصول إلى المواقع دون ترك أي أثر يمكن تتبعه أو ربطه بالمستخدم. ومن هنا أصبح المتصفح الخيار الأول لمن يرغب في تصفح الإنترنت المظلم بأمان، حيث يحمي من سرقة البيانات والتتبع.
تاريخ متصفح “تور”
وفق تقرير موقع Tech Target المختص بالأمن السيبراني، بدأ مشروع “تور” في منتصف التسعينيات على يد مختبر أبحاث البحرية الأمريكية، لحماية البيانات السرية للجيش الأمريكي. في عام 2002، أصبح الكود المصدري للمشروع متاحًا كمصدر مفتوح، وفي 2006 تأسست منظمة “تور” غير الربحية لإدارة المشروع وتطويره.
يُتاح متصفح “تور” لجميع الأجهزة الذكية، من الحواسيب إلى هواتف أندرويد وآي أو إس، ويستخدمه النشطاء وحقوقيون ومحبو الخصوصية الذين يرغبون في حماية بياناتهم من التتبع.
كيف يعمل متصفح “تور”؟
يقع مبدأ “إعادة توجيه البصل” في قلب عمل المتصفح، حيث تعتمد البيانات على طبقات متعددة من التشفير والتنقل بين خوادم “تور”. عند إرسال طلب زيارة موقع ما، تمر البيانات أولًا عبر نقطة الدخول ثم عبر مجموعة من الموصلات التي تقوم بتشفير البيانات وإخفائها، قبل وصولها إلى نقطة الخروج وصولًا إلى الموقع المستهدف.
تضمن هذه العملية أن البيانات التي تصل إلى الموقع لا ترتبط بالبيانات الأصلية للمستخدم، كما يمنع المتصفح برمجيات الطرف الثالث من تتبع المستخدم، من خلال ما يعرف بـ مستويات الأمان.
مستويات الأمان في متصفح “تور”
يوفر “تور” ثلاثة مستويات افتراضية للأمان:
- المستوى الأول: مناسب للمستخدم العادي، يحافظ على مزايا المواقع مع أقل مستوى من الحماية.
- المستوى الثاني: مستوى أمان أعلى، يؤدي إلى بطء في تصفح الإنترنت ويعطل برمجيات جافا في المواقع غير الآمنة.
- المستوى الثالث: أعلى مستوى أمان، يعطل جميع برمجيات جافا والصور والنصوص التي قد تشكل تهديدًا للأمن.
استخدامات متصفح “تور”
رغم أنه متصفح إنترنت معتاد، يوفر “تور” آليات أمان متقدمة، أبرزها:
- تصفح الإنترنت المظلم بأمان، حيث يمنع القراصنة من تتبع بيانات المستخدم.
- التواصل الآمن بين نشطاء حقوق الإنسان والجهات الأمنية، دون ترك أثر أو كشف الهوية.
- الوصول إلى المحتوى المحظور، متجاوزًا الرقابة المفروضة في بعض الدول.
الفرق بين “تور” و”في بي إن”
يُشابه “تور” شبكات VPN في تشفير البيانات، لكن هناك اختلافات جوهرية:
- “تور” أبطأ من VPN لأن البيانات تمر عبر عدة نقاط تشفير.
- يوفر “تور” أمانًا أعلى وخصوصية أكبر، ولا يعمل إلا عبر المتصفح، بينما تغطي شبكات VPN جميع التطبيقات على الجهاز.
- “تور” لا تتبعها أي شركة، على عكس خدمات VPN التي قد تملكها شركات معينة وتتمكن من الوصول إلى بياناتك.
ثغرات متصفح “تور”
رغم أمانه العالي، لا يخلو “تور” من ثغرات، خاصة عند نقطة خروج البيانات أو من خلال الهجمات المستهدفة مثل “هجوم التفاحة الفاسدة” عام 2011 الذي استهدف مستخدمي المنصة عبر “BitTorrent”. ومع ذلك، تبقى هذه التهديدات محدودة ولا تؤدي عادة إلى اختراق كامل لأجهزة المستخدمين.
هل استخدام “تور” آمن؟
بشكل عام، يعد “تور” من أكثر المتصفحات أمانًا، لكنه يتطلب الحذر عند تصفح الإنترنت المظلم لتجنب المخاطر المحتملة. استخدام المتصفح لا يعني اختراق الجهاز أو جذب القراصنة تلقائيًا، لكنه يوفر حماية متقدمة للبيانات والخصوصية الرقمية.