رياضة

موجة الحر تثير القلق بشأن مونديال 2026: مطالب بتعديل مواعيد المباريات لحماية اللاعبين

أثار الارتفاع الحاد في درجات الحرارة خلال منافسات كأس العالم للأندية لكرة القدم مخاوف متزايدة بشأن بطولة كأس العالم 2026، التي تستضيفها الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، والتي ستشهد مشاركة قياسية بـ48 منتخبًا، في حدث يقام خلال ذروة فصل الصيف في أميركا الشمالية.

ورغم الإجراءات التي اتخذها الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) من خلال فرض استراحات تبريد وتطبيق بروتوكولات لتخفيف آثار الحرارة المرتفعة، فإن الشكاوى تكررت من المدربين واللاعبين بشأن مواعيد انطلاق المباريات، التي تُقام غالبًا في فترات ما بعد الظهيرة تحت أشعة الشمس المباشرة.

وبحسب تقارير من الاتحاد الدولي للاعبي كرة القدم المحترفين، فإن تسعًا من المدن الـ16 المضيفة لمونديال 2026 تصنف كمناطق “شديدة الخطورة” على الأشخاص المصابين بأمراض متعلقة بالحرارة. وقد أعلن الاتحاد عزمه دراسة تدابير إضافية لضمان سلامة اللاعبين في مثل هذه الظروف القاسية.

مدرب دورتموند: “فكروا في صحة اللاعبين”

في هذا السياق، أعرب نيكو كوفاتش، المدير الفني لنادي بروسيا دورتموند، عن قلقه بعد أن خاض فريقه مباراة ربع النهائي أمام ريال مدريد، والتي أقيمت الساعة الثالثة بعد الظهر بتوقيت الساحل الشرقي للولايات المتحدة (1900 بتوقيت غرينتش) في ولاية نيوجيرسي، وسط درجات حرارة مرتفعة.

وقال كوفاتش في تصريحات عقب المباراة التي انتهت بخسارة فريقه 3-2: “كان على اللاعبين تقديم أداء قوي في ظروف مناخية صعبة للغاية. هذا تحدٍ كبير، وسنواجه وضعًا مشابهًا العام المقبل في كأس العالم. علينا التفكير في صحة اللاعبين”.

وأوضح أن فريقه خاض مباراة أخرى الشهر الماضي في سينسيناتي ضمن دور المجموعات، تحت حرارة تجاوزت 32 درجة مئوية، وفي التوقيت نفسه تقريبًا.

وأضاف: “الوضع صعب جدًا. اللاعبون يُطلب منهم أداء بدني مكثف في ظروف غير مناسبة، ومع ذلك، نُجبر على اللعب. أقترح تأخير مواعيد انطلاق المباريات لتقليل تأثير الحرارة”.

وأكد كوفاتش أن كرة القدم الجماهيرية والحماسية، التي تتطلب وتيرة عالية وتناوبًا في الإيقاع، تصبح شبه مستحيلة عندما تكون درجات الحرارة مرتفعة جدًا، مضيفًا: “المشجعون يريدون مشاهدة كرة قدم هجومية وقوية، لكن الأجواء الحارة تمنع تقديم هذا النوع من الأداء”.

دعوات متصاعدة لإعادة النظر في الجدولة

تأتي هذه التصريحات في وقت تتصاعد فيه الأصوات المطالبة بإعادة جدولة توقيت المباريات، لا سيما في البطولات التي تُقام في مناطق ذات مناخ حار. وتدعو الجهات المعنية إلى تبني حلول واقعية توازن بين متطلبات البث التلفزيوني وحقوق اللاعبين في بيئة صحية وآمنة.

ومع اقتراب مونديال 2026، يبدو أن ملف الحرارة سيتصدر قائمة التحديات التنظيمية، ما يضع الفيفا أمام اختبار جديد لضمان بطولة ناجحة لا تهدد صحة اللاعبين ولا تفسد متعة الجماهير.

زر الذهاب إلى الأعلى