صحة

دراسة: السكري من النوع الثاني قد يضعف منطقة في الدماغ مسؤولة عن المشاعر والمكافآت

كشفت دراسة علمية حديثة أن داء السكري من النوع الثاني قد يؤثر في نشاط منطقة دماغية تعرف بالقشرة الحزامية الأمامية، وهي المسؤولة عن تنظيم المشاعر المرتبطة بالمكافآت، ما قد يفسر العلاقة بين السكري وبعض الاضطرابات النفسية والعصبية مثل اضطرابات المزاج ومرض ألزهايمر.

الدراسة التي أجراها باحثون من جامعة نيفادا في الولايات المتحدة، ونشرت في مارس/آذار الجاري في دورية JNeurosci المتخصصة في علوم الأعصاب، استعرضها موقع “يوريك أليرت”، وسلطت الضوء على التغيرات السلوكية التي تصاحب الإصابة بالسكري.

استخدم الفريق البحثي فئرانا مصابة بالسكري من النوع الثاني، وراقبوا سلوكها داخل متاهة مصممة لاختبار القدرات الإدراكية المرتبطة بالمكافآت. وبينما أبدت جميع الفئران اهتمامًا بالحصول على الطعام، أظهرت الفئران المصابة بالسكري تراجعًا في البقاء في الأماكن التي حصلت فيها على المكافأة، على عكس الفئران السليمة، ما يدل على ضعف الحافز أو الاستجابة الشعورية تجاه المكافأة.

وأرجع الباحثون هذا السلوك إلى ضعف الاتصال بين منطقتين رئيسيتين في الدماغ: الحُصين، المسؤول عن الذاكرة المكانية، والقشرة الحزامية الأمامية، المرتبطة بمعالجة المكافآت. واعتبروا أن هذا الضعف في التواصل العصبي قد يكون أحد أسباب التدهور المعرفي المبكر لدى مرضى السكري، وهو ما لوحظ أيضا في المراحل الأولى من ألزهايمر.

وفي هذا السياق، قال الدكتور جيمس هايمان، الباحث المشارك في الدراسة وأستاذ علم النفس بجامعة نيفادا: “ربما يكون هذا التفسير وراء زيادة قابلية المصابين بالسكري من النوع الثاني للتعرض لمشكلات في الذاكرة أو اضطرابات المزاج، بل وحتى لتغيرات معرفية مبكرة تُشبه أعراض ألزهايمر”.

وأضاف هايمان: “يعمل الحُصين على تحديد موقع الفأر داخل المتاهة، بينما ترصد القشرة الحزامية الأمامية حصوله على مكافأة. وعادةً ما تتكامل هاتان المعلومتان لتشكيل ذاكرة إيجابية، لكن ذلك لا يحدث بفاعلية لدى الفئران المصابة بالسكري”.

وأكد الباحثون أن فهم هذا الارتباط بين الحُصين والقشرة الحزامية الأمامية قد يفتح الباب أمام تطوير علاجات جديدة تستهدف اضطرابات المزاج التي تنشأ نتيجة خلل في هذه المنطقة من الدماغ.

زر الذهاب إلى الأعلى