صحة

اكتشاف مركب في الزنجبيل قد يساهم في علاج التهاب الأمعاء

توصل باحثون من جامعة تورنتو في كندا إلى أن مركب فورانودينون الموجود في الزنجبيل يمكن أن يقلل من الالتهاب لدى مرضى التهاب الأمعاء (Inflammatory Bowel Disease – IBD).

وقد أُجريت الدراسة بقيادة فريق بحثي دولي من جامعة تورنتو ونُشرت في مجلة “نيتشر كومينكوشنز” في 3 فبراير 2025، وتناولت موقع يوريك أليرت تفاصيل الدراسة.

مرض التهاب الأمعاء هو مجموعة من الأمراض التي تتسبب في التهاب مزمن للجهاز الهضمي، وتظهر أعراضه بشكل مفاجئ (نوبات) مثل التقلصات الشديدة في المعدة والإسهال، مما يسبب معاناة شديدة للمصابين. ويُعتبر هذا المرض مستمرًا طوال الحياة ولا يوجد له علاج شافٍ، وفقًا لكليفلاند كلينيك.

آلية عمل مركب فورانودينون

ركز الفريق البحثي على تفاعل مركب فورانودينون مع مستقبل بريجنان إكس (Pregnane X Receptor) النووي، وهو مستقبل يرتبط بمكونات الزنجبيل التي تؤثر على مرض التهاب الأمعاء. تعمل المستقبلات النووية في الجسم كـ مستشعرات لعدد من الجزيئات التي تؤثر في عمليات التمثيل الغذائي والالتهاب، ويُعد مستقبل بريجنان إكس جزءًا من النظام الذي يُنظم استقلاب المواد الغريبة، مثل السموم الغذائية والأدوية.

أظهرت الدراسة أن فورانودينون يعمل على تقليل الالتهاب في الأمعاء عبر تنشيط مستقبل بريجنان إكس، مما يساهم في قمع إنتاج السيتوكينات المسببة للالتهاب في الجسم. وقد كان العلماء على دراية بهذا المركب لعدة عقود، ولكن لم يتم اكتشاف آلية تأثيره بهذا الشكل من قبل.

فوائد إضافية لمركب فورانودينون

يسهم فورانودينون في تعزيز إنتاج بروتينات الوصلات الضيقة (Tight Junctions) التي تُساعد في إصلاح الضرر الذي يُصيب بطانة الأمعاء نتيجة الالتهاب. وقد أظهرت الدراسة أن تأثيرات فورانودينون تقتصر على القولون فقط، مما يقلل من المخاطر الجانبية على بقية الجسم.

تصريحات الباحثين

قال جياباو ليو، الباحث المشارك في الدراسة من مركز دونيلي للأبحاث الخلوية والجزيئية الحيوية بجامعة تورنتو:
“لقد اكتشفنا أنه يمكن تقليل الالتهاب في قولون الفئران من خلال إعطائها مركب فورانودينون فمويا. يسلط اكتشافنا لمستقبل فورانودينون النووي المستهدف الضوء على إمكانيات الطب التكميلي والتكاملي في علاج مرض التهاب الأمعاء.”

أضاف جياباو ليو:
“نعتقد أن المنتجات الطبيعية قد تكون قادرة على تنظيم المستقبلات النووية بدقة أكبر من المركبات الاصطناعية، مما قد يفتح المجال لعلاجات بديلة فعّالة من حيث التكلفة ومتاحة على نطاق واسع.”

الفرص العلاجية المستقبلية

قد يجد مرضى التهاب الأمعاء بعض الراحة عبر تغيير النظام الغذائي أو استخدام المكملات العشبية، لكن كان من غير الواضح أي المركبات الكيميائية هي المسؤولة عن تخفيف الالتهاب. ومع اكتشاف فورانودينون كمركب يمكنه علاج التهاب الأمعاء، فإن استخراج هذا المكون من الزنجبيل قد يساهم في تطوير علاجات أكثر فعالية.

قال هنري كراوس، الباحث في الدراسة وأستاذ علم الوراثة الجزيئية في كلية طب تيميرتي بجامعة تورنتو:
“عدد الأشخاص الذين تم تشخيصهم بمرض التهاب الأمعاء في البلدان المتقدمة والنامية في تزايد، نتيجة للتحول نحو الأنظمة الغذائية المعالجة التي تحتوي على نسب عالية من الدهون والسكر.”
وأضاف:
“يعد المنتج الطبيعي المستخلص من الزنجبيل خيارًا أفضل لعلاج مرض التهاب الأمعاء مقارنة بالعلاجات الحالية، لأنه لا يثبط الجهاز المناعي ولا يؤثر على وظائف الكبد.”

زر الذهاب إلى الأعلى