دراسة تحذر: العصائر فقط قد تؤثر سلبًا على صحة الأمعاء وتغير ميكروبيوم الجهاز الهضمي

كشفت دراسة حديثة أن اتباع نظام غذائي يعتمد فقط على عصائر الخضار والفواكه—even لفترة قصيرة لا تتجاوز ثلاثة أيام—قد يكون له تأثيرات سلبية على الصحة، إذ يمكن أن يؤدي إلى تغيرات غير مرغوبة في بكتيريا الأمعاء.
وأُجريت الدراسة من قِبل باحثين في جامعة نورث وسترن في شيكاغو بالولايات المتحدة، ونُشرت في مجلة “نيوتريينتس” (Nutrients)، ونقلها موقع “يوريك أليرت”.
دور بكتيريا الأمعاء في الصحة
يحتوي الجهاز الهضمي على مجموعة معقدة وكثيفة من الميكروبات، التي تلعب دورًا أساسيًا في الهضم وتعزيز المناعة. وترتبط العديد من الأمراض المزمنة بالنظام الغذائي عبر تأثيره على هذه الميكروبات، مما يؤكد أهميتها في الحفاظ على الصحة العامة.
تفاصيل الدراسة
شملت الدراسة ثلاث مجموعات من البالغين الأصحاء:
- المجموعة الأولى: تناولت العصائر فقط.
- المجموعة الثانية: اعتمدت على العصائر مع أطعمة نباتية كاملة مثل الخضروات، الفواكه، الحبوب الكاملة، البقوليات، والمكسرات.
- المجموعة الثالثة: تناولت الأطعمة النباتية الكاملة فقط دون العصائر.
تم تحليل عينات من اللعاب والبراز للمشاركين قبل وأثناء وبعد النظام الغذائي لتقييم التغيرات التي طرأت على بكتيريا الأمعاء.
تأثير العصائر على الأمعاء
أظهرت النتائج أن المجموعة التي تناولت العصائر فقط شهدت زيادة كبيرة في البكتيريا المرتبطة بالالتهابات ونفاذية الأمعاء—وهي حالة تضعف فيها جدران الأمعاء، مما يسمح للسموم بدخول مجرى الدم.
في المقابل، أظهرت المجموعة التي اعتمدت على الأطعمة النباتية الكاملة فقط تغيرات إيجابية في الميكروبيوم تدعم صحة الجسم، بينما شهدت المجموعة التي تناولت العصائر إلى جانب الأطعمة الكاملة تغيرات بكتيرية أقل حدة من المجموعة الأولى.
دور الألياف في حماية صحة الأمعاء
وأوضحت الدكتورة ميليندا رينغ، مديرة مركز أوشر للصحة المتكاملة بجامعة نورث وسترن، أن “الاستهلاك المفرط للعصائر مع كميات ضئيلة من الألياف يمكن أن يخل بتوازن ميكروبيوم الأمعاء، مما قد يؤدي إلى التهاب واضطرابات صحية أخرى”.
يؤدي عصر الفواكه والخضروات إلى فقدان جزء كبير من الألياف الضرورية لتغذية البكتيريا النافعة، التي تلعب دورًا أساسيًا في الحد من الالتهابات ومكافحة مسببات الأمراض. وعند غياب الألياف، يصبح الجهاز الهضمي بيئة خصبة لنمو البكتيريا الضارة، مما قد ينعكس سلبًا على صحة الأمعاء على المدى الطويل.
الخلاصة
تُبرز الدراسة أهمية تناول الأطعمة النباتية الكاملة بدلاً من الاعتماد على العصائر فقط، نظرًا لدور الألياف في دعم صحة الأمعاء وتقليل الالتهابات. لذا، يُوصى بتجنب الحميات التي تعتمد حصريًا على العصائر، والحرص على تناول ألياف كافية للحفاظ على توازن الميكروبيوم وتعزيز الصحة العامة.