صحة

انحراف الوتيرة الأنفية.. حالة شائعة تؤثر في التنفس وتتطلب تشخيصاً دقيقاً وخيارات علاجية متعددة

يُعد انحراف الحاجز الأنفي أو ما يُعرف بـ”انحراف الوتيرة” حالة شائعة تصيب نسبة كبيرة من الأشخاص بدرجات متفاوتة، وقد تؤثر بشكل ملحوظ على كفاءة التنفس وجودة الحياة. ويحدث هذا الانحراف نتيجة ميلان الحاجز الغضروفي والعظمي الفاصل بين حجرتي الأنف، مما يؤدي إلى تضييق إحداهما ويحدّ من تدفق الهواء عبر الممرات الأنفية.

أسباب انحراف الوتيرة الأنفية

توضح الدكتورة سارة حسان، أخصائية أمراض وجراحة الأنف والأذن والحنجرة، أن أسباب انحراف الوتيرة تنقسم إلى نوعين رئيسيين:

  • الانحراف الخَلقي أو التطوري: يحدث خلال مرحلة نمو الجنين نتيجة وضعية غير ملائمة داخل الرحم أو بسبب صدمة أثناء الولادة الطبيعية.
  • الانحراف المكتسب: ينتج عن التعرض لحوادث أو إصابات مباشرة في الأنف مثل حوادث السير، السقوط، أو المشاركة في رياضات عنيفة مثل الملاكمة وكرة القدم، فضلاً عن بعض العادات السيئة كالنوم على الوجه أو العبث المتكرر بالأنف.

أعراض انحراف الوتيرة

تختلف الأعراض باختلاف درجة الانحراف. ففي الحالات البسيطة، قد لا يشعر الشخص بأي أعراض واضحة، وهي حالة يعاني منها ما يقارب 80% من الناس. أما في الحالات المتقدمة، فتظهر أعراض متعددة، من أبرزها:

  • صعوبة في التنفس عبر الأنف
  • الاعتماد على التنفس الفموي
  • الشخير أو توقف التنفس أثناء النوم
  • التهابات مزمنة في الجيوب الأنفية
  • نزيف أنفي متكرر
  • ضعف أو فقدان حاسة الشم
  • جفاف الفم وصداع مزمن
  • ألم في الوجه وضعف في التركيز بسبب قلة الأوكسجين

وتضيف الدكتورة سارة أن الأعراض الشائعة تشمل أيضاً انسداد الأنف المستمر، صعوبة في ممارسة الرياضة نتيجة ضعف التنفس، والتهابات متكررة في الجهاز التنفسي العلوي.

التشخيص وأهمية الكشف المبكر

يبدأ تشخيص انحراف الوتيرة بجمع التاريخ المرضي للمريض، يليه فحص سريري دقيق باستخدام منظار الأنف لتحديد درجة الانحراف وتأثيره على التنفس. وفي بعض الحالات، يُجرى تصوير بالأشعة المقطعية للكشف عن تأثيرات محتملة على الجيوب الأنفية أو لرصد مضاعفات أخرى.

وتنصح الدكتورة سارة بمراجعة الطبيب عند ملاحظة أعراض مستمرة مثل انسداد الأنف، التهابات جيوب متكررة، صداع غير مفسّر، أو نزيف أنفي متكرر، لتحديد الحاجة للعلاج المناسب.

خيارات العلاج

من جانبه، أوضح الدكتور معاذ الجوازنة، أخصائي الأنف والأذن والحنجرة، أن العلاج يعتمد على شدة الحالة:

  • العلاج الدوائي: يُستخدم في الحالات البسيطة، ويشمل مضادات الاحتقان والحساسية لتخفيف الأعراض، لكنه لا يعالج الانحراف نفسه.
  • التدخل الجراحي: يُعد الخيار الأمثل في الحالات المتوسطة إلى الشديدة، ويتم من خلال جراحة تعديل الحاجز الأنفي (Septoplasty) بهدف تحسين مجرى الهواء واستعادة التنفس الطبيعي.

وأكد الدكتور الجوازنة أن نحو 90% من الناس يعانون من انحراف بسيط لا يتطلب علاجاً، إلا أن التشخيص المبكر ضروري لتفادي تفاقم الأعراض.

الوقاية والمضاعفات المحتملة

وأشار الدكتور الجوازنة إلى أن الوقاية تبدأ من الطفولة، من خلال الفحص الطبي بعد أي إصابة في الأنف، وتجنب المشاركة في الرياضات العنيفة دون استخدام معدات الحماية. كما دعا إلى التعامل المبكر مع أي مشاكل تنفسية لتفادي تدهور الحالة.

وأوضح أن انحراف الوتيرة قد يزيد من أعراض حساسية الأنف والتهابات الجيوب الأنفية، بسبب تضييق مجرى الهواء، مما يؤدي إلى احتقان دائم وضعف في تهوية الجيوب.

ويختتم الدكتور معاذ بنصيحة للمصابين بأعراض مزمنة كالشخير، صعوبة التنفس، أو التهابات الأنف والجيوب المتكررة، بضرورة مراجعة أخصائي الأنف والأذن والحنجرة لتقييم الحالة بدقة والحصول على العلاج الأنسب، خاصة في حال وجود تاريخ لإصابة مباشرة في الأنف، حيث أن التدخل المبكر قد يمنع تطور المشكلة.

زر الذهاب إلى الأعلى