صحة

أهمية تعقيم مكيف السيارة للحفاظ على جودة الهواء وصحة الركاب

مع ارتفاع درجات الحرارة وتزايد كثافة حركة المرور، يصبح نظام مكيف الهواء في السيارة ضرورة لا غنى عنها لضمان راحة القيادة. إلا أن هذا النظام، رغم أهميته، قد يتحول إلى مصدر للروائح الكريهة والملوثات إذا لم يخضع للصيانة والتنظيف المنتظم.

ذكرت مجلة السيارات الألمانية “أوتو تسايتونغ” أن تراكم الفطريات والبكتيريا في مكونات مكيف الهواء، سواء في الأنابيب أو داخل فلتر المقصورة، يعد من أبرز أسباب انبعاث الروائح غير المرغوب فيها عند تشغيل التكييف.

أضرار صحية محتملة

تشكل هذه الفطريات والبكتيريا خطراً صحياً حقيقياً، لا سيما على المصابين بالحساسية وضعف الجهاز التنفسي. لذلك، ينصح بتنظيف وتعقيم نظام المكيف بشكل دوري للحفاظ على جودة الهواء داخل المقصورة.

وأوضحت المجلة أن السبب الرئيسي لهذه المشكلة هو تراكم الغبار والأوساخ داخل فلتر الهواء الداخلي وقنوات التهوية، إلى جانب تكاثف الرطوبة، مما يوفر بيئة مثالية لنمو الميكروبات التي تطلق روائح مزعجة عند تشغيل النظام. وعلى المدى الطويل، قد تسبب هذه الملوثات تهيجات تنفسية وأعراضًا تحسسية، خصوصًا لدى الأطفال وكبار السن ومن يعانون أمراض الجهاز التنفسي.

طرق التعقيم الفعالة

أكدت “أوتو تسايتونغ” أن تعقيم المكيف يُعد وسيلة فعالة وسريعة للقضاء على مسببات الروائح الكريهة. وتتم عملية التعقيم عادة باستخدام بخاخات خاصة تُرش داخل فتحات التهوية أو عبر فتحات السحب، سواء الخارجية أو الداخلية.

تشمل الخطوات إزالة فلتر حبوب اللقاح، وفتح النوافذ، وتشغيل مروحة التكييف على أقصى سرعة دون تشغيل التبريد أو التدفئة، ثم رش البخاخ داخل الفتحات مع ضبط النظام على وضع “الهواء الخارجي”. يُفضل بعدها تشغيل المروحة لعدة دقائق إضافية حتى يجف النظام تمامًا.

كما توجد وسائل بديلة مثل “قنابل المكيف”، وهي عبوات تُفعّل داخل السيارة المغلقة تطلق بخارًا معقمًا عبر النظام، وتتميز بسهولة الاستخدام، لكنها أقل فعالية من الرش المباشر في حالات التراكم الشديد للغبار والعفن.

متى يجب إجراء التعقيم؟

ينصح الخبراء بإجراء تعقيم المكيف مرة واحدة على الأقل سنويًا. أما في حال ركن السيارة لفترات طويلة في الخارج أو وجود حساسية أو أمراض تنفسية لدى المستخدمين، فقد يُفضل التعقيم كل 6 أشهر.

ولتقليل تكوّن الرطوبة داخل النظام، يُنصح بإيقاف تشغيل التكييف قبل نهاية الرحلة بعدة دقائق مع إبقاء المروحة تعمل لتجفيف القنوات.

من الجدير بالذكر أن التعقيم وحده لا يكفي لضمان كفاءة النظام، إذ يجب أيضًا استبدال الفلتر الداخلي بانتظام، ومراقبة مستوى سائل التبريد، والتحقق من سلامة الأنابيب والوصلات، ضمن خطة صيانة شاملة يُنصح بإجرائها كل عامين في مراكز متخصصة.

خلاصة

تعقيم نظام تكييف السيارة إجراء بسيط لكنه ضروري للحفاظ على بيئة قيادة صحية وآمنة، ويساهم في إطالة عمر النظام التشغيلي وحماية الركاب من المخاطر الصحية المرتبطة بالهواء الملوث داخل المقصورة.

زر الذهاب إلى الأعلى