اقتصاد

تراجع الطلب العالمي على السفر يعاقب قطاع السياحة بعد العدوان على غزة

تراجعت حجوزات الطيران الدولي على نطاق واسع حول العالم منذ بداية التصعيد الإسرائيلي في قطاع غزة، ولا سيما في الأميركتين حيث شهدت إلغاء رحلات السفر إلى الشرق الأوسط ووجهات عالمية متعددة، وفقًا لبيانات شركة “فوروارد كيز” التي نشرت تحليلات حركة السفر اليوم.

تراجع الطلب العالمي على السفر بشكل ملحوظ منذ بداية العملية “طوفان الأقصى”، التي نظمتها المقاومة الفلسطينية بقيادة كتائب القسام في أكتوبر الماضي ضد الاحتلال الإسرائيلي في غزة، تبعها رد فعل إسرائيلي بقصف مستمر على القطاع دام لأكثر من 35 يومًا، أسفر عن وفاة أكثر من 11 ألف فلسطيني وإصابة 27 ألف آخر.

وأشار نائب رئيس قسم التحليلات في فوروارد كيز، أوليفييه بونتي، في بيانه إلى أن هذه الأحداث الكارثية الإنسانية تعتبر مأساة تأثر بشدة على قرارات السفر، حيث يتردد الناس في تأجيل خططهم للسفر إلى الشرق الأوسط، مع تأثير سلبي على ثقة العملاء في السفر إلى وجهات أخرى.

وفقًا للبيانات الواردة من فوروارد كيز، انخفضت حجوزات الطيران الدولي في الأميركتين بنسبة 10% خلال الثلاثة أسابيع التي تلت بداية الهجوم مقارنة بعدد التذاكر التي تم إصدارها قبل هذه الفترة. وشهدت حركة السفر في منطقة الشرق الأوسط انخفاضًا أيضًا بنسبة 9% في نفس الفترة، مع انخفاض حجوزات الطيران الدولي بنسبة 26% للسفر إلى تلك المنطقة خلال الثلاثة أسابيع التالية.

تراجعت حجوزات الطيران الدولي على مستوى العالم بنسبة 5% في المتوسط عبر المناطق المختلفة، مما أثر سلبًا على عملية التعافي العالمي لحركة السفر بعد جائحة كوفيد-19. وأوضح بونتي أن توقعات السفر الجوي العالمي قبل بداية الهجوم كانت تشير إلى ارتفاع نسبي يبلغ 95% في الربع الأخير من العام مقارنة بمستويات عام 2019، لكنها تراجعت إلى 88% اعتبارًا من أواخر أكتوبر.

إلغاء 80% من الرحلات

قبل أيام، أفصح تقرير نشره موقع “سيكرت فلايت”، الذي يتتبع حركة رحلات الطيران، عن انخفاض حاد في عدد رحلات المطار الدولي بن غوريون في إسرائيل بنسبة تصل إلى 80% منذ اندلاع العدوان على قطاع غزة.

وأشار الموقع إلى أن عدد الرحلات التي تهبط يوميا في مطار بن غوريون، الذي كان يستقبل في الأوقات العادية حوالي 500 رحلة يوميا، انخفض إلى 100 رحلة يوميا خلال فترة الحرب. ويُرجح أن هذا التراجع يرتبط بالتركيز على الناقلات الإسرائيلية الثلاث: العال، وأركيا، وإسرائيل، في حين قامت الشركات الأجنبية بإلغاء رحلاتها بسبب الأوضاع الراهنة والتكاليف المرتفعة للتأمين الناجمة عن الوضع الحربي.

تجدر الإشارة إلى أن الشركات الإسرائيلية الثلاث قادرة على متابعة العمليات الجوية نظرًا لتأمينها من قبل شركة “إنبال” للتأمين، التي تمتلكها الحكومة الإسرائيلية وتضمن لها الدعم اللازم من الدولة.

يُذكر أن الحكومة الإسرائيلية وافقت في تاريخ 12 أكتوبر الماضي على خطة تقديم ضمان حكومي بقيمة 6 مليارات دولار لتغطية التأمين ضد مخاطر الحرب للشركات الطيران الإسرائيلية، وهو إجراء يهدف إلى دعم استمرار الرحلات الجوية في ظل الظروف الراهنة. وللإشارة، قامت حوالي 50 شركة طيران عالمية، بالإضافة إلى فروع فرعية لشركات طيران، بإلغاء جميع الرحلات المزمعة من وإلى إسرائيل خلال الأسبوع الأول للحرب التي اندلعت في السابع من أكتوبر.

زر الذهاب إلى الأعلى