بدء الاحتلال إجراءات إخلاء قسري لمجمع الشفاء في غزة

قال منير البرش، المدير العام لوزارة الصحة في قطاع غزة، إن قوات الاحتلال بدأت صباح اليوم السبت عملية إخلاء مجمع الشفاء الطبي، بعد طرد الجرحى والنازحين منه.

وأفاد البرش في مقابلة مع الجزيرة أن هناك خمسة أطباء فقط يبقون في المجمع لتنسيق خروج الجرحى، حيث لا يزال 120 جريحاً داخل المجمع من بين 650، وأطفال الخدج لا يزالون داخل المستشفى، ويتواصل الكادر الطبي مع الصليب الأحمر بخصوص حالتهم.

وأوضح البرش قائلاً: “نتوجه الآن جنوباً، والمشاهد مأساوية، حيث قطعنا مسافة كيلومترين مشياً، والمنطقة مدمرة بالكامل.”

وتابع قائلاً: “نسمع أصوات الجرحى ولا نستطيع مساعدتهم، والناس تموت.”

من جهته، اعتبر مكتب الإعلام الحكومي في غزة ما حدث في مجمع الشفاء الطبي جريمة حرب.

وفي وقت سابق من اليوم، أمهل جيش الاحتلال الإسرائيلي الأطباء والمرضى والنازحين لإخلاء مجمع الشفاء الطبي خلال ساعة، وقد اقتحمت قوات الاحتلال المجمع منذ أيام، وقامت بتحويله إلى سجن كبير بعد منع الدخول والخروج منه، وتدمير مستودع الأدوية والأجهزة الطبية، وإطلاق النار على كل ما يتحرك داخله، وذلك وفقًا لمصادر داخل المجمع.

إبادة جماعية

أدلى مدير المستشفى، السيد محمد أبو سلمية، بتصريحات لشبكة الجزيرة يوم الجمعة الماضي، حيث أشار إلى أن جميع الأفراد المتواجدين في المستشفى يتعرضون لما يشبه إبادة جماعية.

من جهته، صرح رئيس قسم الحروق في المستشفى، الدكتور أحمد مفيد المخللاتي، بأن قوات الاحتلال قامت بالاقتحام والتسلل إلى مباني داخل المجمع، حيث لا تزال الدبابات متمركزة، ولا يزال الوضع غير آمن، مشيرًا إلى عدم توفر الكهرباء مما يعيق إجراء العمليات الطبية.

وأضاف المخللاتي في تصريحاته لشبكة الجزيرة أمس الجمعة أن الجرحى والمرضى الذين كانوا يعتمدون على التنفس الصناعي في قسم العناية المركزة قد فارقوا الحياة بسبب انقطاع الأكسجين ونقص الوقود. وأشار إلى وجود 36 طفلاً خدجًا يعانون من الأمراض نتيجة عدم توفر المياه والأدوية.

يُعد مجمع الشفاء أكبر مؤسسة صحية تقدم خدمات طبية في قطاع غزة، حيث تأسس في عام 1946 وتطور مع مرور الوقت ليصبح أكبر مجمع طبي يضم ثلاثة مستشفيات متخصصة. يعمل في المجمع 25% من العاملين في المستشفيات بقطاع غزة، وقد استقبل الآلاف من المرضى والنازحين الذين لجؤوا إليه للحصول على الرعاية الطبية والحماية.