شارك في إستطلاع الإنتخابات الرئاسية الموريتانية

عاجل
الأخبار العالمية

تصاعد المأساة في غزة: الحرب والمجاعة والأوبئة تخلق وضعًا إنسانيًا صعبًا

تتفاقم الأزمة الإنسانية في غزة بسبب استمرار القصف والحصار الإسرائيلي لمدة 42 يومًا، حيث يواجه مئات الآلاف من السكان خطر المجاعة نتيجة للأوضاع الإنسانية الصعبة، والنقص الحاد في المواد الغذائية، وانقطاع مياه الشرب، إلى جانب انتشار الأمراض وغياب المأوى.

حذر برنامج الأغذية العالمي من أن سكان غزة يواجهون “احتمالًا مباشرًا للموت جوعًا”، حيث أصبحت إمدادات الغذاء والمياه تكاد تكون غير موجودة عمليًا. وفي بيان صدر عن المديرة التنفيذية للبرنامج، سيندي ماكين، أشارت إلى أن الأوضاع تزداد تعقيدًا مع اقتراب فصل الشتاء، وانخفاض درجات الحرارة، وارتفاع عدد الأشخاص في الملاجئ غير الآمنة.

وأوضحت ماكين أن تقريبًا جميع سكان القطاع يحتاجون بشكل ماسي إلى المساعدات الغذائية، مشيرة إلى أن الإمدادات القادمة عبر الحدود تشكل جزءًا صغيرًا جدًا من الاحتياجات اليومية للسكان من السعرات الحرارية. وتشير الأمم المتحدة إلى توقف عمليات الإغاثة عبر معبر رفح مع مصر لليوم الثاني على التوالي، مما يزيد من تعقيد الأوضاع الإنسانية في القطاع.

معاناة الحصول على خبز

تعرضت إحدى آخر مخازن القمح في قطاع غزة لأضرار كبيرة نتيجة للقصف الإسرائيلي المتواصل، ما يزيد من صعوبة الحصول على الخبز، الذي يعتبر غذاءً أساسيًا للسكان.

من بين خمس مطاحن في القطاع المحاصر، تعرضت مطاحن خان يونس، التي تعد أكبر مخازن للدقيق في غزة، لأضرار كبيرة في القصف الإسرائيلي، ولا تتوفر لديها الوقود الكافي لتشغيلها.

وقبل ذلك، تعرضت مطاحن السلام في دير البلح لضربة دمرتها، وفقًا لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا).

أصبحت كل مخابز شمال قطاع غزة خارج الخدمة، حيث يعمل 63 مخبزًا في وسط القطاع وجنوبه بشكل جزئي أحيانًا بسبب أزمة الوقود والغاز.

منذ بدء الحرب، تشكلت طوابير طويلة أمام المخابز منذ الفجر دون ضمان الحصول على كمية كافية من الخبز للعائلة بأكملها.

وفي ظل فترات الانتظار التي تصل في المتوسط إلى 5 ساعات، يتعرض الأفراد في الطوابير للخطر بسبب القصف الإسرائيلي، وفقًا لتصريحات منظمة “أوتشا”.

منظمة “ميرسي كوربس” الأميركية غير الحكومية أفادت بأنها دفعت أحيانًا مبلغ 30 دولارًا للحصول على 5 أرغفة من الخبز.

تُظهر رفوف محلات المواد الغذائية غالبًا أنها فارغة، وتحمل لافتات تفيد بعدم توفر الخبز أو الخميرة.

أعربت “أوتشا” عن قلقها إزاء نقص الدقيق والمياه والملح في مناطق عديدة من القطاع، مشيرة إلى أن سكان غزة يضطرون إلى إلغاء وجبات الطعام أو تقليصها واللجوء إلى طرق طهو غير صحية، مع بعض الأفراد يقتاتون فقط على “البصل والباذنجان النيء”.

سلاح المياه

تتجاوز معاناة سكان غزة مجرد غياب الغذاء، حيث ناشد المقرر الأممي الخاص بشؤون المياه، بيدرو أروخو أغودو، إسرائيل يوم الجمعة بوقف استخدام المياه كسلاح في الحروب ضد الفلسطينيين.

في بيان أصدره مقرر حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، الذي يعنى بحقوق الإنسان فيما يتعلق بمياه الشرب الآمنة وخدمات الصرف الصحي، أكد أنه يتعين على إسرائيل السماح بدخول المياه النظيفة والوقود إلى غزة لتفعيل شبكة إمداد المياه ومرافق تحلية المياه قبل فوات الأوان.

وأشار إلى أن إسرائيل تمنع بشكل واضح إمدادات مياه الشرب الآمنة إلى غزة، ما يشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، ويعرِّض سكان غزة لخطر الموت نتيجة للعطش والأمراض الناجمة عن نقص مياه الشرب الآمنة.

وأكد أن منع إسرائيل بصورة متعمدة للموارد الضرورية لمياه الشرب يُعتبر انتهاكًا للقانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان، وشدد على ضرورة أن تتوقف إسرائيل عن استخدام المياه كوسيلة للحرب.

وأشار المقرر الأممي إلى إعلان وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في وقت سابق عن أن 70% من سكان غزة يعتمدون على المياه المالحة والقذرة للشرب.

تحذير من انتشار الأمراض

من جهة أخرى، أعربت منظمة الصحة العالمية اليوم الجمعة عن قلقها البالغ إزاء انتشار الأمراض في قطاع غزة، حيث تسبب القصف الإسرائيلي المستمر منذ أسابيع في تكدس السكان في الملاجئ، مع نقص حاد في الإمدادات الغذائية والمياه النظيفة.

وأفاد ممثل المنظمة في الأراضي الفلسطينية، ريتشارد بيبركورن، بأن هناك قلقًا كبيرًا بشأن انتشار الأمراض خلال موسم الشتاء.

وأشار إلى أنه تم رصد أكثر من 70 ألف حالة عدوى تنفسية حادة وأكثر من 44 ألف حالة إسهال في القطاع الذي يعاني من اكتظاظ سكاني، مؤكدًا أن الأعداد تتجاوز بكثير التوقعات.

لا وقود و لا اتصالات

في سياق ذلك، توقفت خدمات الاتصالات في قطاع غزة بالكامل، وذلك في أعقاب إيقاف الاحتلال الإسرائيلي إدخال الوقود إلى القطاع.

أفادت شركتا الاتصالات الرئيسيتين في القطاع، “بالتل” و”جوال”، في بيان صدر يوم الخميس، بأن جميع الخدمات قد توقفت بعد منع إدخال الوقود واستنفاد كل مصادر الطاقة الاحتياطية لتشغيل عناصر الشبكة الرئيسية.

يُمنع دخول الوقود إلى قطاع غزة من قبل الاحتلال الإسرائيلي منذ بداية الحرب، ولم يُسمح سوى بدخول شاحنة تحمل 23 ألف لتر فقط يوم الأربعاء، وتمت مراقبتها بشكل صارم لضمان استخدامها.

وأعربت منظمة هيومن رايتس ووتش يوم الخميس، في بيان، عن قلقها إزاء منع إسرائيل وصول الوقود إلى غزة، حيث يتسبب ذلك في انقطاع كامل للاتصالات، معرضًا حياة السكان للمزيد من الخطر.

وحذرت الباحثة في المنظمة، ديبرا براون، من أن عمليات حجب وتقييد الإنترنت “تنتهك حقوقًا متعددة وقد تكون قاتلة أثناء الأزمات”.

زر الذهاب إلى الأعلى