رأي آخر

الشعوب العربية تستعد لإصدار شهادة وفاة للجامعة العربية

في ظل الأزمات العربية المتراكمة منذ عقود على جميع الصعد والمستويات يبقى المواطن العربي من الخليج إلى المغرب الأقصى واقفا على حافة الزمن مشدوها لايعرف من أين يبدأ بحكم عقود الذل والإهانة والإستلاب الذي أخضعت الأمة له من خلال حكامها الذين تخلوا عن القضية المركزية وتراخوا في حماية القدس وتقديم العون والمساعدة للشعب الفلسطيني الذي يعاني الأمرين بفعل الإحتلال الصهيوني الغاصب هذا الإحتلال الجاثم على الأرض الفلسطينية منذ مايربو على سبعين عاما منذ وعد بلفور المشؤوم الذي سلم القدس أولى القبلتين للصهاينة الغزاة .

والمستغرب اليوم هو الصمت الرسمي العربي على المجازر والإبادة الجماعية والتهجير وتجريف المقابر والحصار المحكم على غزة المجيدة ’فضلا عن نفاد الغذاء والدواء والماء وأبسط مقومات الحياة البسيطة ’فقد أرجعت الممارسات الصليبية الوحشية ساكنة غزة وفلسطين إلى العصور الحجرية من حيث الظروف القاسية التي يعيش فيها ماتبقى من أبناء غزة المحاصرين حتى من بني جلدتهم المفترض فيهم أن يسارعوا في إنقاذ الأشقاء عبر توفير الدواء والغذاء والماء .

إن الشعوب العربية اليوم قررت أن تصدر شهادة وفاة للجامعة العربية التي تأسست ذات يوم على أهداف من أهمها التضامن العربي وصيانة المقدسات الإسلامية وترتيب البيت العربي والدفاع المشترك وصيانة الحريات والمحافظة على سلامة ووحدة الأرض العربية ورفض التجزئة .

تبدو الجامعة العربية اليوم كمنظمة تحمي مصالح الأمة العربية قد شاخت وصارت عاجزة عن القيام بالمهام المنوطة بها مما يجعلها أضحت مثل الرجل المريض ’ في عصر تكالبت فيه قوى الشر والطغيان على شعوب أمتنا العربية التي لاتزال محكومة بها جس التبعية والإنبهار بالغرب المصصم على إبادىة الشعوب العربية حارسة العقيدة الغسلامية وكأن التاريخ يعيد نفسه من جديد .

إن الحرب الشرسة الدائرة اليوم على غزة وفلسطين هي حرب دينية بكل وضوح ’والدليل هو وحدة الموقف العسكري والسياسي والصهيوني من دول الغرب وأمريكا تحت غطاء كاذب هو القضاء على الإرهاب ’وكأن حركة حماس إرهابية تهدد دول العالم ’فهذا المنطق مرفوض ومردود على هذه الدول ومن معها لأن حماس لم تذهب لتقاتل أمريكا ولاإبريطانيا ولافرنسا ولاألمانيا في عقر ديارهم ’بل إنها حركت المياه الآسنة في جانب من جوانب المقاومة الوطنية المشروعة لطرد الكيان الإسرائلي الغاشم المستعمر الغاصب للأرض الفلسطينية ’والحق كل الحق لها في ذالك .

فمن المعلوم أن الشعوب المقهورة لديها كافة المسوغات والمبررات التي تجعلها تقاوم الإحتلال بكل الطرق والوسائل المتاحة بدء بالحرب النفسية ’وضرب المحتل بكل الوسائل سواء عسكرية أوإعلاميةأ وسياسية رغم أن الكيان الصهيوني لايعترف بالقانون الدولي ’إذ رفض كل القرارات الدولية الصادرة في حقه من طرف الجمعية العامة للأمم المتحدة من بداية الإحتلال إلى اليوم ’وذالك من أجل إنصاف الشعب الفلسطيني ومنحه دولته المشروعة على أرضه التاريخية وعاصمتها القدس الشريف مسرى نبينا ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم .

تبدو الجامعة العربية رغم كونها جهازا عربيا وإقليميا معترف به على المستوى الدولي تتفرج على أشلاء النساء والاطفال والشيوخ والعزل والاطباء والصحافة الذين قتلتهم طائرات وغواصات ودبابات ومداف الكيان الصهيوني الغاصب وكانها ليست معنية بشيئ مما يحدث في فلسطين الغالية ‘’مما يشي بتواطؤ كبير من رؤساء وملوك وأمراء أمة المليار عربي ومسلم التي يفترض فيها أن تسير جيوشها لحماية شعب عربي مسلم اجتمعت دول مسيحية على مسحه من الخريطة الدولية مستخدمة ابشع طرق الإبادة وفق معايير مزدوجة سيتم تطبيقها لاحقا على كل الشعوب العربية المتحررة في الوطن العربي الكبير الذي جعله الرؤساء سلة غذاء للأمريكيين وحلفائهم من الجلادين ومصاصي دماء الشعوب .

فهل تبقى الشعوب العربية صابرة على صمت قادتها عن القضية المركزية التي يجب أن تكون في أولويات القضايا العربية التي لايمكن التنازل والتغاضي عنها وإن كلف ذالك قطع العلاقات الديبلوماسية والإقتصادية والأمنية وفتح الحدود للشعوب والجيوش العربية للقضاء على الكيان الصهيوني ومن يسير في قافلته .

محمد عبد الله محمدن

زر الذهاب إلى الأعلى