ثقافة

أستاذ مفوه يكتب عن عبقرية المحظرة الموريتانيةباعتبار المختار بونا نموذجا

الجمهورية الإسلامية الموريتانية شرف-إخاء-عدل
وزارة الشؤون الإسلاميّة والتعليم الأصلي
مديرية شؤون الإعلام والنشر
مجلّة الإشعاع المحظري بالوزارة

عبقريّةُ نحاةِ المحظرة تمنح العقلاءَ نموذجا يحتذون به ومنهجا يأتمّون به ومهْيَعا قويما لاشوك فيه يسلكون سُبُلَه
إن جئت إلى المحظرة تجدْ هناك صفوةً بلاجفوة وصدْرا رحْبا بلا غِلّ ومنهاجا ينيرُ الدّرب وسراجا يُذهِب غياهب الظلام عن أفئدة الأنام من السّلام بالسلام ماهو إلا توفيق ورحمة تغشى أناسا ذوي أفئدة رقيقة كأفئدة الطيرِ يصلّون بخشوع ويتضرّعون للجليل بخضوع فوهب اللهُ لهم مالم يَهَبْه لغيرهم من النّاس ، ذاكرة قويّة ذات سطوع ناصع ، وعقْلٌ يدرِك ببصيرة نقيّة خفايا الأمور ماذاك إلا تقوى من عبدٍ متواضعٍ في أرض بعيدة عاش صاحبها حياة سعيدة مليئةً بالتأني والتمعّنِ تُجاه عويصات العلوم زاخرةً بالفهم الأَمْثَل والفكر الأنْبَل تحوّل بُعيْد ريعان شبابه من حسَنٍ إلى أحسْن ومن كامل إلى أكمل حينها ظهر البهاء النموذجي في العلم والتعليم بتلك المحظرة التي تشِع نورا متوقِّدا في جنبات الصحراء المُظلمة حيث لاصوت يعلو غير صوت الطيور أو طلاب المحظرة بصوت عذْبٍ لغته رقيقة أو شيوخٍ تفو

تفوح أفواههم الطاهرة بذكر الله أو بتلاوة القرءان أو صوت يُطِل من مِئْذنةِ مسجد بواسطة مؤذّنٍ كاد أن يعطى مزمارا من مزامير داوود لعذابة صوته وحسن سمْتِ طمأنينته في الصوت ،هناك ترى شيخا يحمل مشعل حضارة المحظرة قناعة وإبداعا وأخلاقا حيث التخلق بسيرة النبي الأفضل ، ظهرتْ عليه سمات العبقريّة و النبوغ في علوم اللغة على وجه الخصوص
وهو القائل:
ونحْن ركْبٌ من الأشراف منتظمٌ *** أجل ذا العصر قدرا دون أدنانا
قدِ اتخذْنا ظهور العيس مدْرَسةً ***بها نبيِّن دينَ اللهِ تبْيانا

لا خلاف لديّ أنكم عرفتموه أكثر من معرفتكم لغيره من النحاة ،
لمّا درسنا من الألفية ماتعلّمنا من شيخ وقور يُدخل على القلب السرور نظرنا في احمراره على الألفية وإذا بتضمين القرءان مكلّل به وعربيّة رقيقة مفهومة عند الخاصة من الناس والبعض الآخر يحتاج معلّما محترفا في التعليم لإيصال الفكرة ،
قُلنا في حق ذالك من (بحر الخفيف):

حمرارُ بنِ بونَ زانَ المزايا***غارسا نحوًا في صميمِ السجايا
إن قرأْتَ احمرارَه باتِّئادٍ ****تجِدِ النّحْوَ عِبْرةً في الخفايا
منه يستوفي النحْوَ كلُّ ذكيٍّ *عبقريّ به تُزالُ الخطايا احْمِرارُ بنِ بونَ مُتْقِنُه مَنْذو عباراتٍ عابراتِ الثنايَا
عاش ذا المختارُ بنُ بون حيَاةً
رغْدَةً يسرِي في عروقِ الخلايا
حسنُها متْعَةً وتُجْلِي اكتئابا**عن سقيماتٍ تَسْتحقُّ الهدايا
عاش عمرا تأصيله برَكاتٌ **مستحبّاتٌ حافلاتُ العطايا سُوَرُ القرءان اقتفاها تِباعا**فسلامٌ عليه ضمّ التحايا

عالم جليل غنيّ عن التعريف عاش قرنا من الزمن ونيفا ،
له أصل راسخ وفرع شامخ ومجد مثالِي باذخ
قدْ ركّب الله دوحته في قرارة المجد وغرس نبْعَتِهِ في مَنْبِتِ الفضل…رحمه الله وأدخله فسيح جنّاته .
إنجاز الأستاذ : سيدي ولد محمَّد عبد الله

زر الذهاب إلى الأعلى