غرامة أوروبية على منصة إكس تشعل سجالًا حادًا مع واشنطن

تصاعد التوتر بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة عقب قرار المفوضية الأوروبية فرض غرامة قدرها 120 مليون يورو (نحو 131 مليون دولار) على منصة التواصل الاجتماعي إكس المملوكة لإيلون ماسك، وذلك بموجب قانون الخدمات الرقمية، في أول تطبيق عملي لهذا الإطار التشريعي الجديد. وأكدت المفوضية، بحسب مراسل الجزيرة في بروكسل، أن المنصة انتهكت التزامات الشفافية المفروضة عليها.
وأوضحت المفوضية الأوروبية في بيان رسمي أن نظام “العلامة الزرقاء” المدفوعة الذي اعتمدته إكس يُضلّل المستخدمين، لكونه لا يقوم على تحقق فعلي من هوية أصحاب الحسابات، ما يفتح الباب أمام عمليات الاحتيال، بما في ذلك انتحال الشخصية والتلاعب بالمحتوى من جهات خبيثة.
خرق لقواعد الشفافية
ووفق المفوضية، فإن إكس حوّلت علامة التحقق من أداة لتأكيد الهوية إلى خدمة تجارية مدفوعة، في مخالفة صريحة لقواعد الشفافية الخاصة بالإعلانات الرقمية وإتاحة البيانات للباحثين.
وقالت هنّا فيركونن، نائبة رئيس المفوضية لشؤون السيادة التقنية، إن “تحميل منصة إكس المسؤولية يأتي بسبب تقويض حقوق المستخدمين والتهرب من المساءلة”، مشددة على أن “خداع المستخدمين بالعلامات الزرقاء، وإخفاء معلومات الإعلانات، ومنع الباحثين من الوصول إلى البيانات، لا مكان له داخل الاتحاد الأوروبي”.
وبيّنت المفوضية أن قيمة الغرامة جرى تحديدها بناءً على طبيعة المخالفات وخطورتها، وعدد المستخدمين الأوروبيين المتضررين، إضافة إلى مدة استمرار الانتهاكات.
غضب أميركي وضغوط سياسية
في المقابل، أثار القرار ردود فعل غاضبة في واشنطن. إذ قال رئيس هيئة الاتصالات الفدرالية الأميركية بريندان كار، في تصريحات نقلتها هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، إن “أوروبا تفرض ضرائب على الأميركيين لدعم قارة تكبّلها قوانينها الخانقة”، معتبرًا أن الاتحاد الأوروبي يستهدف شركة أميركية ناجحة “لمجرد أنها ناجحة”.
كما انتقد نائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس العقوبة، معتبرًا أنها جاءت بسبب عدم خضوع المنصة للرقابة وحذف المحتوى، وقال إن “الاتحاد الأوروبي ينبغي أن يدعم حرية التعبير، لا أن يعاقب الشركات الأميركية”.
أول تصنيف بعدم الامتثال
وبحسب مراسل الجزيرة، فإن هذه الغرامة تأتي في إطار تحقيق مفتوح منذ قرابة عامين حول مدى التزام إكس بقواعد مكافحة المحتوى غير القانوني ومنع التلاعب بالمعلومات. وتُعد المنصة بذلك أول شركة تواصل اجتماعي كبرى تُصنّف رسميًا “غير ممتثلة” لقانون الخدمات الرقمية في الاتحاد الأوروبي.
وطالبت المفوضية منصة إكس بتقديم خطة امتثال فورية، محذّرة من فرض غرامات دورية متصاعدة في حال عدم الاستجابة.
تحقق مدفوع يثير الجدل
وكان إيلون ماسك قد أعاد هيكلة نظام التحقق عقب استحواذه على “تويتر” في أواخر عام 2022، محوّلًا “العلامة الزرقاء” إلى ميزة ضمن الاشتراك المدفوع، وهو ما أثار تحذيرات واسعة من تصاعد عمليات الاحتيال وانتشار المعلومات المضللة.
ويرى خبير التواصل الاجتماعي مات نافارا أن “التحقق يجب أن يكون إشارة ثقة، لا معاملة مالية”، مؤكدًا أن إكس “قلبت هذه المعادلة بالكامل”، الأمر الذي وضعها في مواجهة مباشرة مع التشريعات الأوروبية الصارمة.









