رياضة

شكوى رسمية تتهم مدرب جنوب أفريقيا هوغو بروس بتصريحات عنصرية تثير جدلا واسعا

يواجه البلجيكي هوغو بروس، مدرب منتخب جنوب أفريقيا لكرة القدم “بافانا بافانا”، شكوى رسمية تتهمه بالإدلاء بتصريحات ذات طابع عنصري، وذلك عقب مؤتمر صحفي أثار موجة واسعة من الجدل داخل الأوساط الرياضية والسياسية.

وتقدم حزب الحركة الديمقراطية المتحدة، أحد أحزاب الائتلاف الحاكم، بشكوى رسمية إلى لجنة حقوق الإنسان في جنوب أفريقيا بتاريخ 11 ديسمبر/كانون الأول، على خلفية التصريحات المنسوبة إلى المدرب البلجيكي.

وتعود تفاصيل الأزمة إلى مؤتمر صحفي عقده بروس، البالغ من العمر 73 عاما، انتقد خلاله مدافعه الشاب مبكيزيلي مبوكازي، الذي تخلف عن الالتحاق بالمنتخب بعد فوات رحلة السفر من مدينة ديربان.

وبدا الغضب واضحا على المدرب البلجيكي، حيث صرح بنبرة حادة قائلا: “أبلغنا أمس أنه فاتته رحلته من ديربان، وهذا مثال جديد على السلوك غير الاحترافي للعديد من لاعبي كرة القدم في جنوب أفريقيا”.

وأضاف في تصريحات أثارت استياء واسعا: “إنه شاب أسود، لكنه سيغادر مكتبي وكأنه شاب أبيض، لأنني لا أستطيع قبوله”.

واعتبر مراقبون هذه العبارات ذات دلالات عنصرية صريحة، أعادت إلى الواجهة حساسيات تاريخية عميقة في بلد لا تزال فيه قضايا العرق ولون البشرة شديدة الحساسية سياسيا واجتماعيا، رغم مرور ثلاثة عقود على سقوط نظام الفصل العنصري.

الاتحاد يدافع عن بروس

وتفاقم الجدل بعد أن أضاف بروس بعدا آخر للأزمة، من خلال توجيه انتقادات لاذعة لمديرة أعمال اللاعب، مستخدما عبارات وُصفت بأنها تحمل إيحاءات تمييزية على أساس الجنس.

وقال بلهجة تهكمية: “أعرف سبب كل هذا، هذه المرأة الصغيرة هي مديرة أعماله، وتعتقد أنها تفهم كرة القدم. لو كانت أكثر ذكاء لانتظرت حتى نهاية البطولة لتلقي العروض، ماذا سيفعل في شيكاغو؟ إنه ليس حتى من أفضل الفرق في الولايات المتحدة، وليس خيارا صائبا”.

وأثارت هذه التصريحات صدمة واسعة تجاوزت الإطار الرياضي، في ظل الحساسية الكبيرة التي لا تزال تطبع الخطاب العام في جنوب أفريقيا تجاه أي تعبيرات قد تستحضر إرث التمييز والإقصاء.

وأمام تصاعد الجدل، أصدر الاتحاد الجنوب أفريقي لكرة القدم بيانا مطولا، في خطوة عكست خطورة الموقف وحجم التداعيات المحتملة.

ونفى الاتحاد بشكل قاطع جميع الاتهامات الموجهة إلى هوغو بروس، سواء المتعلقة بالعنصرية أو التمييز الجنسي، مؤكدا أن تصريحاته تعرضت للتحريف وأُخرجت من سياقها الحقيقي.

وأوضح الاتحاد أن المدرب البلجيكي كان يتحدث حصرا عن مسائل الانضباط والاحترافية وإدارة المسار المهني للاعبين، في سياق حالة إحباط مرتبطة بالتحضيرات لكأس الأمم الأفريقية 2025.

كما أشار إلى أن وجود حاجز لغوي أسهم في سوء فهم تصريحات بروس، ما أدى إلى تضخيم الأزمة عبر وسائل الإعلام وتداخلها مع حسابات سياسية.

من جانبه، أعرب هوغو بروس عن أسفه الشديد لأن تصريحاته وتوبيخه القاسي لسلوك اللاعب فُسرت على أنها عنصرية أو تمييزية، نافيا بشكل قاطع أي نية للإساءة أو التمييز.

زر الذهاب إلى الأعلى