رياضة

أزمة في كرة القدم الكاميرونية بعد قرار صامويل إيتو إقالة المدرب قبل كأس أمم أفريقيا

في خطوة مفاجئة قبل ثلاثة أسابيع فقط من انطلاق كأس أمم أفريقيا المقررة في المغرب بين 21 ديسمبر/كانون الأول و18 يناير/كانون الثاني، أعلن رئيس الاتحاد الكاميروني لكرة القدم، النجم السابق صامويل إيتو، إقالة المدرب البلجيكي مارك بريز وتعيين ديفيد باغو بديلاً له.

وجاء القرار بعد أيام قليلة من إعادة انتخاب إيتو رئيسًا للاتحاد، ليكون أول اختبار في ولايته الثانية، ويعيد إلى الواجهة صراعه المستمر مع وزارة الرياضة.

لم تكن إقالة بريز مجرد خطوة تقنية، بل امتدادًا لمعركة النفوذ بين إيتو ووزير الرياضة نارسيس مويل كومبي. فالوزير سبق أن أكد أن الوزارة هي صاحبة الكلمة الفصل في تعيين المدرب، لكن إيتو تحدى هذا الموقف، كما فعل في عام 2022 حين أقال البرتغالي توني كونسيساو وعيّن ريجوبير سونغ رغم اعتراض الوزارة.

هذا الصراع يعكس التوتر القائم بين الاتحاد والسلطة السياسية في الكاميرون، خصوصًا بعد محاولة الوزير منع إجراء الانتخابات الأخيرة، قبل أن يتدخل كل من وزارة الداخلية والاتحادين الأفريقي والدولي لكرة القدم (كاف وفيفا) ويتيحا لإيتو تحقيق فوز كاسح بـ85 صوتًا من أصل 87.

ولم يتوقف إيتو عند تغيير الجهاز الفني، بل أعلن قائمة من 28 لاعبًا للمشاركة في البطولة، أثارت جدلاً واسعًا داخل الأوساط الرياضية والجماهيرية.

فقد استبعد الحارس أندريه أونانا، الذي تربطه به خلافات علنية، إضافة إلى المدافع مايكل نغادو والمهاجم المخضرم فينسنت أبو بكر. وفي المقابل، شهدت القائمة مفاجآت إيجابية، أبرزها استدعاء كريستيان كوفاني لاعب باير ليفركوزن، وإريك دينا إيبمبي لاعب بريست الفرنسي، للمرة الأولى. كما شكّل غياب جاكسون تشاتشوا إحدى أبرز علامات الاستفهام حول اختيارات الجهاز الفني الجديد.

تحديات كبيرة قبل البطولة

يضع هذا القرار المنتخب الكاميروني أمام تحديات معقدة قبل البطولة القارية، بدءًا من انسجام اللاعبين مع المدرب الجديد خلال فترة قصيرة، وصولًا إلى رد فعل وزارة الرياضة التي لا تزال ترى نفسها صاحبة القرار في هذه التعيينات.

ومع غياب أسماء بارزة مثل أونانا وأبو بكر، تبدو “الأسود غير المروّضة” أمام اختبار صعب في المغرب، حيث يترقّب الجمهور الكاميروني والعربي ما إذا كان إيتو سينجح في فرض رؤيته رغم الخلافات السياسية والمؤسسية المتصاعدة.

زر الذهاب إلى الأعلى