تحقيقات

تحقيق للجزيرة يكشف: رشاوى لإطلاق سراح مهاجرين موقوفين في موريتانيا

كشف تحقيق استقصائي لقناة الجزيرة، أعده الصحفيان جوزيف سكردليك وأوليفر دن، عن لجوء عدد من المهاجرين غير النظاميين في موريتانيا إلى دفع رشاوى مالية لعناصر من الشرطة، مقابل الإفراج عنهم عقب توقيفهم ضمن الحملة الأمنية الجارية ضد الهجرة غير الشرعية

وبحسب التحقيق، فقد روى عامل بناء من ساحل العاج يدعى تراوري أنه اعتُقل رفقة 11 شخصاً بعد مداهمة الشرطة لمكان سكنهم، قبل أن يتم إطلاق سراحهم بعد جمع مبلغ يناهز 200 دولار دُفع كرشوة للشرطة. وأضاف أن الشرطة عادت بعد يومين، وكسرت الأبواب واعتقلت 14 مهاجراً آخرين، لكنهم أطلقوا بعد أن دفع صاحب العمل مبلغاً مالياً لرجال الأمن.

وتابع تراوري أن حملة ثالثة استهدفت موقع بناء قرب مطار نواذيبو، حيث اعتقلت الشرطة أكثر من 60 عاملاً بلا وثائق، تمكن بعضهم من دفع رشاوى تتراوح بين 11 و33 دولاراً، بينما أفرج عنه شخصياً بعد وساطة رئيسه في العمل نظراً لعدم امتلاكه المال.

كما نقل التحقيق شهادة مهاجرة من سيراليون تدعى مريم، تعيش في نواكشوط منذ خمس سنوات وتعمل بائعة مثلجات، حيث اعتُقلت خلال توجهها لشراء دواء لابنتها الرضيعة التي كانت تعاني من إسهال شديد. وقالت مريم إن الشرطة تجاهلت توسلاتها، وأجابوها: «ليس هذا وقت طفلتك.. هذا وقت الوثائق»، قبل أن تُنقل إلى مكان احتجاز وصفته بـ «حظيرة المواشي».

وذكرت أنها احتُجزت رفقة طفلتيها لمدة يومين بعد استدعائهما من قبل جارٍ سمح لها بالاتصال به، ثم أفرج عنها بعد دفع رشوة تكفل بها صاحب عمل زوجها، لتغادر بعدها مباشرة إلى السنغال للقاء زوجها المرحّل قبل أشهر.

وفي شهادة أخرى، قال مهاجر يدعى إبراهيم إن ضابط شرطة عرض عليه إطلاق سراحه مقابل 100 دولار.

وأشار التحقيق إلى أن مواقع البناء في نواذيبو كانت أولى أهداف الحملة الأمنية ضد المهاجرين غير النظاميين، قبل أن تتوسع لاحقاً لتشمل مداهمة المنازل السكنية.

زر الذهاب إلى الأعلى