تصعيد عسكري إسرائيلي جديد خلف “الخط الأصفر” وتدهور إنساني ينذر بكارثة في غزة

شنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم الاثنين سلسلة واسعة من الغارات الجوية ترافقت مع قصف مدفعي مكثف وإطلاق نار من الدبابات، مستهدفًا مناطق متعددة تقع خلف ما يُعرف بـ”الخط الأصفر” في قطاع غزة.
وأفاد مراسل الجزيرة بأن الطائرات الحربية نفذت ثلاث غارات متتالية شرقي مدينة خان يونس جنوبي القطاع، تزامن معها قصف مدفعي عنيف وإطلاق كثيف للنار من الآليات العسكرية المتمركزة في المنطقة. كما أكد أن قوات الاحتلال أقدمت على نسف عدد من المباني في منطقة الشجاعية شرقي مدينة غزة، وذلك ضمن سلسلة عمليات هدم ممنهجة استمرت رغم دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ورغم الإعلان عن الهدنة، يواصل جيش الاحتلال تنفيذ عمليات تدمير للبنية السكنية المتبقية خلف الخط الأصفر، في مشهد يفاقم الدمار الواسع الذي لحق بمناطق القطاع خلال الحرب.
شتاء قاسٍ يزيد معاناة النازحين
على الصعيد الإنساني، حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) من تدهور خطير في الوضع الصحي والمعيشي في قطاع غزة، مشيرة إلى أن الأطفال باتوا في مواجهة مباشرة مع مخاطر الأمراض نتيجة ظروف النزوح الصعبة.
وأوضحت المنظمة أن آلاف العائلات تعيش داخل خيام غير مجهزة لمواجهة الأمطار الغزيرة وانخفاض درجات الحرارة، في ظل بقاء المساعدات الإنسانية التي أعدتها اليونيسيف خارج القطاع بانتظار الموافقات الإسرائيلية لدخول غزة.
وتعيش الأسر النازحة في أوضاع مأساوية، حيث تفتقر المخيمات إلى المتطلبات الأساسية للحياة، بينما يستمر الاحتلال في منع إدخال المنازل المتنقلة والمستلزمات الضرورية لإنشاء مراكز إيواء مناسبة.
ومع تأثيرات المنخفض الجوي الأخير، تفاقمت معاناة النازحين، خاصة في منطقة المواصي الساحلية غرب خان يونس، التي تضم أكبر تجمع للمهجّرين. وأكد المكتب الإعلامي الحكومي أن نحو 93% من الخيام تضررت بفعل الأمطار، مما أدى إلى تشريد آلاف العائلات مجددًا في العراء.
وفي تطور آخر، أعلن مصدر طبي في المستشفى المعمداني بمدينة غزة مساء أمس الأحد عن استشهاد فلسطيني وإصابة آخرين جراء قصف إسرائيلي استهدف منطقة الشعف في حي التفاح. وذكر شهود عيان أن القصف أصاب مجموعة من الفلسطينيين أثناء محاولتهم الوصول إلى منازلهم المدمرة خلف الخط الأصفر للبحث عن ملابس شتوية.
ارتفاع مستمر في أعداد الشهداء
وفي تقريرها اليومي، أكدت وزارة الصحة في غزة أن مستشفيات القطاع استقبلت خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية 17 شهيدًا – بينهم اثنان برصاص قوات الاحتلال – إضافة إلى 15 جثة أُنتشلت من تحت الأنقاض، بينما لا تزال فرق الإنقاذ تواجه صعوبات كبيرة في الوصول إلى ضحايا آخرين.
وأشارت الوزارة إلى أن عدد الشهداء منذ بدء حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على القطاع في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ارتفع إلى 69,483 شهيدًا، فيما ارتفع عدد الجرحى إلى 170,706 مصابين.
كما سُجل – منذ بدء وقف إطلاق النار الأخير في 10 أكتوبر/تشرين الأول 2025 – 266 شهيدًا و635 إصابة جديدة، إضافة إلى انتشال 548 جثة من تحت الأنقاض، ما يعكس استمرار حجم المأساة الإنسانية رغم الإعلان عن الهدنة.









