هجمات متبادلة مكثّفة بين روسيا وأوكرانيا تُشعل جبهات القتال وتعمّق الأضرار في البنى التحتية

شنت القوات الروسية فجر الجمعة هجوماً واسعاً على العاصمة الأوكرانية كييف باستخدام طائرات مسيّرة وصواريخ، ما تسبب باندلاع حرائق وسقوط حطام في عدد كبير من أحياء المدينة. وأعلنت السلطات الأوكرانية مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة ستة وعشرين آخرين نتيجة الضربات التي طالت مناطق مكتظة بالسكان.
وقال مسؤولو المدينة إن الحرائق والحطام أحدثت أضراراً بالغة في مبانٍ سكنية شاهقة، ومدرسة، ومنشأة طبية، إضافة إلى مرافق إدارية في كييف التي يقطنها نحو ثلاثة ملايين نسمة. وكتب رئيس الإدارة العسكرية في العاصمة تيمور تكاتشينكو على تليغرام أن “الاستهداف الروسي ركّز بشكل مباشر على المباني السكنية”، مشيراً إلى أن أضراراً طالت عدداً كبيراً من الأبراج السكنية في معظم المناطق.
وأشار تكاتشينكو إلى تضرر نظام التدفئة في بعض الأحياء وانقطاع الخدمة بالكامل عن إحداها، محذراً في الوقت ذاته من احتمال انقطاع الكهرباء والمياه عن أجزاء أخرى من العاصمة بسبب شدة الهجمات.
وفي زاباروجيا، أعلن الحاكم الأوكراني للمقاطعة مقتل أربعة أشخاص جراء قصف روسي كثيف استهدف المنطقة.
رد روسي بإسقاط مئات المسيّرات الأوكرانية
على الجانب الآخر، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها أسقطت أكثر من مئتي طائرة مسيّرة أوكرانية خلال ساعات الليل. وأوضحت في بيان عبر تليغرام أن “أنظمة الدفاع الجوي اعترضت ودمّرت 216 مسيّرة أوكرانية، بينها 66 فوق كراسنودار و45 فوق ساراتوف في جنوب البلاد”.
وذكر مسؤولون روس أن الهجمات الأوكرانية بطائرات مسيّرة تسببت بأضرار لسفينة ومبانٍ سكنية ومستودع نفط في ميناء نوفوروسيسك على البحر الأسود، مؤكدين إصابة ثلاثة من أفراد طاقم السفينة الذين نُقلوا لتلقي العلاج. كما تعرضت أربع شقق على الأقل لتحطم نوافذها جراء شظايا المسيّرات من دون تسجيل إصابات بين المدنيين.
وأدى الهجوم أيضاً إلى نشوب حريق في مستودع نفطي داخل مجمع للشحن، تمكنت فرق الطوارئ من إخماده. وذكرت قيادة العمليات في كراسنودار أن بعض المباني الساحلية تضررت أيضاً، دون الكشف عن تفاصيل إضافية.
تصعيد متواصل وتدهور في البنى التحتية
يأتي هذا التصعيد المتبادل مع استمرار الهجوم الروسي الذي بدأ عام 2022، وتقدم موسكو في جبهات الشرق، ولا سيما في دونيتسك حيث تتركز معظم المعارك في الفترة الأخيرة. في المقابل، تكثف روسيا ضرباتها على البنية التحتية الأوكرانية، خصوصاً منشآت الطاقة وشبكات السكك الحديد، في وقت تنخفض فيه درجات الحرارة مع اقتراب فصل الشتاء.
وفي المقابل، تستمر المسيّرات الأوكرانية في استهداف منشآت النفط والغاز وخطوط الأنابيب الروسية، مما يتسبب بخسائر مباشرة وارتفاع في أسعار الوقود نتيجة الأضرار التي تلحق بقطاع الهيدروكربونات.
بهذا التصعيد المتبادل، يبدو أن فصل الشتاء المقبل سيحمل معه مرحلة أكثر تعقيداً في الحرب الروسية الأوكرانية، مع تزايد الضربات على البنى التحتية وازدياد الخسائر البشرية والمادية على الجانبين.









