لقاء تاريخي في البيت الأبيض يمهّد لمرحلة جديدة في سوريا

شهد البيت الأبيض اليوم الاثنين اجتماعا وُصف بالتاريخي بين الرئيس السوري أحمد الشرع ونظيره الأميركي دونالد ترامب، في أول زيارة من نوعها عقب إزالة اسم الشرع من قائمة الإرهاب الأميركية قبل أيام، في خطوة اعتُبرت مؤشرا واضحا على تحولات كبرى في المشهد السياسي السوري.
وتأتي هذه الزيارة ضمن سياق تحوّل جذري شهدته سوريا خلال الأشهر الماضية، بعدما قاد الشرع عملية عسكرية سريعة أنهت حكم الرئيس السابق بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول الماضي، فاتحا الباب أمام مرحلة سياسية جديدة تسعى لإعادة تشكيل موقع البلاد إقليميا ودوليا.
وكان الرئيسان قد التقيا لأول مرة في مايو/أيار الماضي خلال زيارة ترامب إلى السعودية، قبل أن يجري الشرع سلسلة من المشاورات في واشنطن مؤخرا، كان أبرزها لقاؤه المديرة العامة لصندوق النقد الدولي، لبحث آفاق دعم اقتصادي لإعادة إعمار سوريا التي تُقدَّر تكاليفها بأكثر من 216 مليار دولار وفق تقديرات البنك الدولي.
وتشير مصادر دبلوماسية إلى أن الملفات الأمنية ستكون محور النقاش بين الطرفين، بالتزامن مع تقارير عن دور وساطة أميركي محتمل بين دمشق وتل أبيب لبحث تفاهمات أمنية مستقبلية، وسط توقعات بأن تعلن دمشق رسميا انضمامها للتحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
كما تداولت تقارير إعلامية معلومات حول خطط لإنشاء قاعدة أميركية قرب العاصمة دمشق، بهدف تنسيق الجهود الإنسانية ومتابعة التطورات الإقليمية، غير أنّ مصدرا في وزارة الخارجية السورية نفى في وقت سابق تقارير تحدثت عن استعداد واشنطن لتأسيس وجود عسكري داخل قاعدة جوية في العاصمة.
وفي الداخل السوري، أعلنت وزارة الداخلية مؤخرا تنفيذ حملة أمنية واسعة شملت عشرات المداهمات في مناطق مختلفة، استهدفت ما وصفته بخلايا تابعة لتنظيم الدولة، في إشارة إلى توجه حكومي جديد لتعزيز الاستقرار الأمني.
ويرى مراقبون أن زيارة الشرع إلى واشنطن تمثل منعطفا مفصليا في تاريخ سوريا الحديث، ورسالة واضحة بأن البلاد تدخل مرحلة جديدة من الانفتاح الدولي بعد سنوات طويلة من الحرب والعزلة، مع توقعات بدور دولي أوسع في إعادة إعمارها وترسيخ الاستقرار السياسي والأمني في المنطقة.









