صحة

التسنين عند الأطفال: الأعراض والعناية الصحيحة بالأسنان

تثير مرحلة التسنين لدى الأطفال العديد من التساؤلات لدى الأهل، تتعلق بعلاماتها، وأعراضها، وطرق التعامل معها، إضافة إلى المخاوف المرتبطة باستخدام معجون الأسنان وبلعه. للإجابة عن هذه الأسئلة، استضافت عيادة الجزيرة الدكتورة سوزان صقر، استشارية طب أسنان الأطفال، والأستاذة المساعدة في كلية طب الأسنان بالجامعة اللبنانية، وعضو جمعيتي طب الأسنان الفرنسية وطب أسنان الأطفال اللبنانية.

علامات التسنين عند الأطفال

تشير الدكتورة سوزان إلى أن علامات التسنين تبدأ عادة بين عمر 5 إلى 6 أشهر، وقد تظهر قبل أو بعد ذلك بحسب الطفل. وتشمل العلامات الأساسية:

  • زيادة سيلان اللعاب.
  • إدخال الطفل يده إلى فمه باستمرار.
  • البكاء والانزعاج المتكرر دون سبب واضح.

هل الحمى من أعراض التسنين؟

توضح الطبيبة أن الحمى ليست من أعراض التسنين المباشرة، بل تنتج غالباً عن إدخال الطفل أصابعه أو الأشياء إلى فمه، مما يعرضه للجراثيم.

أفضل طريقة لتخفيف ألم التسنين

توصي الدكتورة بإعطاء الباراسيتامول كل 6 ساعات عند الحاجة لتخفيف الألم، مشيرة إلى أن المواد الهلامية الموضعية لا تنفع قبل بزوغ الأسنان، ولكن يمكن استخدامها لاحقاً بعد ظهورها.

متى تبدأ الأسنان بالبزوغ؟

تبدأ الأسنان اللبنية بالظهور ما بين عمر 6 أشهر وسنتين ونصف، في حين تبدأ الأسنان الدائمة بالبزوغ بين 6 و12 سنة.

العناية بأسنان الطفل

تؤكد الطبيبة أهمية تنظيف الأسنان منذ بزوغ أول سنّ، باستخدام قطعة شاش نظيفة أو أدوات مخصصة لتنظيف أسنان الأطفال. ويُفضل تنظيف الأسنان 3 مرات يومياً: صباحاً، ظهراً، وقبل النوم.

كما تحذر من الرضاعة الليلية بعد عمر السنة، لأن حمض اللاكتيك في الحليب يمكن أن يسبب تسوس الأسنان.

اختيار معجون الأسنان المناسب

لكل فئة عمرية معجون خاص يحتوي على نسبة مناسبة من الفلورايد:

  • دون 6 سنوات: معجون خاص بالأطفال.
  • من 6 إلى 12 سنة: معجون بتركيبة وسطية.
  • بعد 12 سنة: يمكن استخدام معجون الكبار.
    ويجب أن تكون كمية المعجون المستخدمة بحجم حبة البازلاء فقط.

الطريقة الصحيحة للتفريش

قبل عمر 6 سنوات، يُنصح باستخدام حركات دائرية لطيفة.
بعد ذلك، تُوضع الفرشاة على اللثة بزاوية 45 درجة ويتم التفريش من اللثة نحو السنّ، مع تكرار العملية في الفكين العلوي والسفلي.
كما يجب تنظيف الأسنان الخلفية والأسطح التي تُستخدم للمضغ، وعدم إهمال استخدام الخيط السني.

المدة الزمنية المثالية للتنظيف

المدة ليست الأهم، بل طريقة التفريش وجودته. فحتى التنظيف الطويل بلا دقة لا يحقق الفائدة المرجوة، بينما التنظيف الجيد يشمل كل مناطق الفم واللسان واللثة.

هل بلع معجون الأسنان خطير؟

إذا استخدم الطفل معجوناً مخصصاً لعمره، فإن بلع كمية صغيرة منه لا يشكل خطراً. لكن بلع معجون الكبار بانتظام يمكن أن يؤدي إلى تسمم بالفلورايد، لذلك يُنصح بإبقاء المعجون بعيداً عن متناول الأطفال.

الفلورايد: ضروري أم مضر؟

ترى الدكتورة سوزان أن الفلورايد ضروري لصحة الأسنان، إذ يقوي المينا ويقي من التسوس، بشرط استخدامه بكميات معتدلة. أما الإفراط في تناوله فقد يؤدي إلى تسمم أو حساسية لدى بعض الأطفال، وفي هذه الحالات يُستبدل بمعاجين خالية من الفلورايد.

تعامل طبيب الأسنان مع الطفل

تشدد الطبيبة على أهمية التعامل النفسي الصحيح مع الطفل في العيادة، فزيارته الأولى يجب أن تكون تجربة إيجابية تساعده على التآلف مع الطبيب. لذا من الضروري أن يستقبله الطبيب بابتسامة ولطف لتشجيعه على التعاون.

مشاكل اصطفاف الأسنان والإطباق

توضح الطبيبة أن مراجعة طبيب التقويم تبدأ عادة بين 10 و12 سنة بعد بزوغ الأسنان الدائمة، لكن التوجه الحديث يدعو إلى متابعة الطفل مبكراً لمعالجة مشاكل الاصطفاف والإطباق منذ الصغر.

وتشير إلى أن الأطفال الذين يعانون من التنفس الفموي الليلي غالباً ما يصابون بمشاكل في نمو الفك العلوي، وهي حالة تستدعي استشارة طبيب الأنف والأذن والحنجرة، ويمكن البدء بعلاجها من عمر 3 سنوات.

نصيحة ختامية

توصي الدكتورة سوزان الأمهات بزيارة طبيب الأسنان كل 6 أشهر مع أطفالهن، للوقاية من التسوس ومتابعة صحة الفم مبكراً، مؤكدة أن هذه الزيارات المنتظمة تساعد الطفل على بناء علاقة إيجابية مع الطبيب وتقلل من مخاوفه المستقبلية.

زر الذهاب إلى الأعلى