رياضة

رياح عاتية تُطيح بماراثون كيب تاون وتعرّض طموحه العالمي للخطر

ألغت اللجنة المنظمة لماراثون كيب تاون صباح أمس الأحد السباق قبل دقائق من انطلاقه، بعدما تسببت رياح قوية في أضرار جسيمة بالبنية التحتية في موقع الانطلاق، لتبدد آمال المدينة في الانضمام إلى قائمة أشهر الماراثونات العالمية.

وكان من المنتظر أن يشارك نحو 24 ألف عداء في الماراثون الذي ينطلق عادة من منطقة “غرين بوينت”، إلا أن المنظمين أعلنوا عند الساعة 4:45 فجراً قرار الإلغاء المفاجئ، بينما كان العداؤون، ومن بينهم أسماء بارزة مثل الجنوب أفريقية غيردا ستاين، في طريقهم إلى خط الانطلاق أو يجرون عمليات الإحماء الأخيرة.

وأوضحت اللجنة المنظمة أن سرعة الرياح تجاوزت 50 كيلومتراً في الساعة، ما أدى إلى اقتلاع اللافتات وإتلاف الخيام والمنصات، الأمر الذي استدعى عقد اجتماعات طارئة مع لجنة العمليات المشتركة التي تضم ممثلين عن بلدية كيب تاون والشرطة وخدمات الطوارئ.

وقال العقيد كريستو إنغلبرخت من شرطة جنوب أفريقيا: “المسار لم يعد آمناً، والبنية التحتية في منطقتي الانطلاق والنهاية تضررت بشدة، وكان من الضروري اتخاذ قرار جماعي بإلغاء السباق حفاظاً على سلامة العدائين والجمهور.”

طموح عالمي في مهب الريح

كان ماراثون كيب تاون يسعى بقوة للحصول على اعتراف رسمي من سلسلة بطولات ماراثون العالم الكبرى (أبوت) ليصبح أول سباق أفريقي ينضم إلى نخبة الماراثونات العالمية التي تشمل طوكيو، بوسطن، لندن، برلين، شيكاغو، نيويورك وسيدني.

وقد أكد المنظمون الأسبوع الماضي أن السباق أصبح “خطوة واحدة فقط” تفصله عن هذا الاعتراف بحلول عام 2026، إلا أن إلغاء نسخة هذا العام يثير تساؤلات جدية حول مستقبل هذا الحلم.

القرار أثار موجة استياء واسعة بين العدائين الذين تكبدوا عناء السفر إلى كيب تاون للمشاركة، خصوصاً بعد إعلان المنظمين أن سياسة “عدم استرداد الرسوم” ستبقى سارية، وأن الاشتراكات لن تُرحّل إلى العام المقبل.

بين سلامة العدائين ومستقبل السباق

من جانبه، عبّر جوردين هيل-لويس، رئيس بلدية كيب تاون، عن تفهمه لخيبة الأمل التي أصابت الجميع قائلاً: “الجميع محبطون، لكنني ممتن للمنظمين على اتخاذهم قراراً صعباً يضع سلامة العدائين في المقام الأول.”

وبينما كانت كيب تاون تقترب من تحقيق حلمها بأن تكون أول مدينة أفريقية تحتضن ماراثوناً ضمن نخبة السباقات العالمية، جاءت الرياح بما لا تشتهي العداؤون والمنظمون، لتعلّق صورة الماراثون بين طموح عالمي كبير وواقع قاسٍ فرضته الطبيعة.

ويبقى السؤال مطروحاً: هل سيكون هذا الإلغاء نقطة نهاية لطموح كيب تاون العالمي أم مجرد عثرة عابرة في طريق طويل نحو تحقيق الحلم الأفريقي؟

زر الذهاب إلى الأعلى