مزحة “الدرج الطويل”.. أحمد الشرع يفتتح لقاءه مع بوتين برسائل سياسية ودبلوماسية

افتتح الرئيس السوري أحمد الشرع لقاءه مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في قصر الكرملين بموسكو يوم الأربعاء بعبارة مازحة قال فيها: “عندكم درج طويل.. جيد أننا نلعب شوية رياضة حتى نستطيع أن نأتي إلى هنا دون أن نتعب”.
سرعان ما انتشرت العبارة على منصات التواصل الاجتماعي، حيث قام المدونون والمحللون بتفكيك دلالاتها وقراءتها كخطاب رمزي ودبلوماسي محكم، يعكس مزجًا بين الذكاء السياسي والثبات القيادي ويقدم صورة القيادة السورية الجديدة بثقة أمام الداخل والخارج.
ثلاث رسائل رئيسية في العبارة
رأى مراقبون أن حديث الشرع يحمل رسائل مبطنة يمكن تلخيصها في ثلاثة محاور:
1. الثقة بالنفس والقدرة على الصمود
يشير الشرع إلى أن الوصول إلى موسكو والتعامل مع روسيا لم يكن صعبًا، مؤكّدًا أنه قوي وحازم ومستعد لمواجهة التحديات. هذا يعكس صورة زعيم يتمتع بالهيبة والقدرة على التحمل والصمود أمام الصعوبات.
2. مقارنة ذكية ورسائل ضمنية
استخدم الشرع مقارنة غير مباشرة بين الجهد الروسي وبيئته وبين قدرته على التكيف وتجاوز العقبات، مقدمًا نفسه كشخص لا يخضع، قادر على التغلب على المصاعب مهما بلغ حجمها.
3. دبلوماسية مرنة وحازمة
اختيار عبارة المزاح حول الرياضة جاء لتلطيف أجواء الحوار، لكنه في الوقت نفسه يحمل رسالة واضحة بأن سوريا تقف بثبات ولا يمكن إرهاقها أو الضغط عليها بسهولة، جامعًا بذلك بين الدبلوماسية الذكية والثبات السياسي.
إيحاءات رمزية أوسع
قال مدونون إن عبارة “درج روسيا كان طويلً، لكننا كنا رياضيين، واستطعنا أن نصل إلى هنا دون تعب” تمثل افتتاحية لخطاب سياسي محسوب، إذ استخدم الشرع أسلوب “الخطاب الرمزي المهذب” لنقل رسائل سياسية دقيقة بطريقة لبقة.
- رسالة إلى روسيا: القوة العسكرية ليست كل شيء، فالطريق الطويل الذي قطعه التدخل الروسي لم يمنع سوريا من الوصول إلى موسكو بثقة وشرعية شعبية.
- رسالة إلى الداخل السوري: عبارة “كنا رياضيين” تعكس روح الثورة السورية، حيث الصمود والمثابرة والكرامة تتجاوز أي تحديات، مؤكدة أن السوريين طلاب حرية وليس طلاب حرب.
- رسالة إلى العالم: سوريا كشريك ناضج، قادر على الحوار مع القوى الكبرى دون عنف أو تهديد، وأن الشعب السوري صاحب شرعية وليس إرهاب.
ختام رمزي
يشير مراقبون إلى أن ذكر “الدرج الطويل” قد يرمز إلى محاولة إرهاق الضيوف في الكرملين، لكن الشرع قلبها إلى رمز للياقة والقوة السياسية والعزيمة.
الرسالة النهائية التي وصلتها وسائل التواصل: “قاتلتم طويلاً لمنعنا من الوصول، لكن بعزيمتنا وصلنا أخيرًا”.