رياضة

لوكاس بودولسكي.. من بطل عالمي إلى مشجع في المدرجات

كرة القدم تصنع حكايات استثنائية لا تنتهي، ولوكاس بودولسكي أحد أبرز أبطالها. فقد انتقل من رفع كأس العالم مع ألمانيا عام 2014 إلى الوقوف بلا قميص وسط الألتراس في بولندا، ليؤكد أن شغف المستديرة لا يتوقف عند صافرة الاعتزال.

البدايات

وُلد بودولسكي في الرابع من يونيو/حزيران 1985 بمدينة غليفيتسه البولندية، داخل عائلة رياضية؛ فوالده لاعب كرة قدم ووالدته لاعبة كرة يد. لم يبق طويلاً في وطنه الأم، إذ انتقل مع أسرته إلى ألمانيا وهو في الثانية من عمره، وهناك، في مدينة كولن، بدأت رحلته مع الكرة، حيث برزت موهبته سريعاً ليمنحه نادي كولن فرصة الانطلاق نحو النجومية.

مسيرة أوروبية حافلة

مع صعوده اللافت، جذب أنظار كبار الأندية الأوروبية، فارتدى قمصان بايرن ميونخ، وأرسنال، وإنتر ميلان، وغلطة سراي. وتميز دائماً بتسديداته القوية وأهدافه المؤثرة.
وخلال فترته مع أرسنال بين عامي 2012 و2015، ترك بصمة واضحة في الدوري الإنجليزي، حيث حظي بمحبة الجماهير بفضل أدائه في الملعب وروحه المرحة خارجه.

إنجازات مع المانشافت

دولياً، ارتدى بودولسكي قميص منتخب ألمانيا بين 2004 و2017، خاض خلالها 130 مباراة وسجل 49 هدفاً. وكان أحد أعمدة الجيل الذهبي للمانشافت المتوج بكأس العالم 2014 في البرازيل، ليحفر اسمه في سجل التاريخ الكروي الألماني.
ومع تقدمه في العمر وتكرار الإصابات، أعلن في أكتوبر/تشرين الأول 2024 اعتزاله كرة القدم وهو في سن الأربعين، بعد مسيرة امتدت لعقدين حافلين بالإنجازات.

من الملعب إلى المدرجات

لم تنتهِ الحكاية مع الاعتزال، إذ عاد بودولسكي إلى مدرجات نادي غورنيك زابرزي البولندي، الذي لعب له منذ 2021. وفي مشهد أثار الانتباه، ظهر مؤخراً بلا قميص وسط الألتراس في مواجهة كراكوف، متحدياً برودة الطقس ومشاركاً الجماهير هتافاتهم واحتفالاتهم كأنه مشجع عادي.
ونشر صوراً عبر حسابه في إنستغرام مع تعليق: “مع مشجعينا. شغف لا يصدق. هذه هي كرة القدم”، ليؤكد أن روح اللعبة لا تتوقف على المستطيل الأخضر، بل تمتد إلى المدرجات حيث يعيش الشغف بأصدق صوره.

زر الذهاب إلى الأعلى