البنتاغون يجدد التزامه بتقليص وجوده العسكري في العراق ونقل العمليات إلى أربيل

جددت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) التزامها بخفض مهمتها العسكرية في العراق، في إطار اتفاق أُبرم مع الحكومة العراقية في سبتمبر/أيلول من العام الماضي، وذلك مع انتقال بغداد إلى قيادة الجهود الأمنية لمكافحة فلول تنظيم الدولة الإسلامية داخل أراضيها.
وأكد المتحدث باسم البنتاغون شون بارنيل أن هذه الخطوة تعكس النجاح المشترك في مواجهة التنظيم، وتمهّد لمرحلة جديدة تقوم على شراكة أمنية طويلة الأمد مع العراق. وأضاف أن التقليص يمثل نقلة نحو تعزيز قدرة بغداد على إدارة أمنها الداخلي بشكل مستقل.
من جهته، أوضح مسؤول رفيع في البنتاغون أن تنظيم الدولة لم يعد يشكّل تهديدًا مستمرًا للحكومة العراقية أو للمصالح الأميركية انطلاقًا من العراق، واصفًا ذلك بـ”الإنجاز الكبير” الذي يتيح نقل المزيد من المسؤوليات الأمنية إلى السلطات العراقية.
ونقلت وكالة رويترز عن المسؤول أن القوات الأميركية والتحالف الدولي سيقلصان وجودهما تدريجيًا، مع نقل مركز العمليات إلى مدينة أربيل في إقليم كردستان العراق لدعم جهود مكافحة التنظيم في سوريا. وأشار إلى أن الانسحاب من قاعدة عين الأسد في الأنبار ما زال جارياً، على أن تُسلّم القاعدة بالكامل للقوات العراقية دون تحديد موعد نهائي.
وبحسب البنتاغون، كان للولايات المتحدة نحو 2500 جندي في العراق مطلع عام 2025، إضافة إلى أكثر من 900 جندي في سوريا ضمن التحالف الدولي الذي تأسس عام 2014 لصد اجتياح تنظيم الدولة لمناطق واسعة في البلدين. ومع اكتمال عمليات الانتقال، سيُخفّض العدد إلى أقل من 2000 جندي، يتركز معظمهم في أربيل، بينما لم يُحدد بعد العدد النهائي أو الجدول الزمني للانسحاب.
وخلال الأسابيع الأخيرة، رُصد تفكيك نقاط مراقبة ومستودعات ومقار إدارية تابعة للقوات الأميركية، كما شوهدت قوافل شاحنات وناقلات عسكرية تتحرك من قواعد في الأنبار وبغداد باتجاه أربيل وسوريا. كذلك، تم توثيق هبوط وإقلاع طائرات شحن عسكرية من قاعدة عين الأسد وهي تحمل معدات ثقيلة ومركبات.
ويأتي هذا التطور بينما تتواصل المفاوضات بين واشنطن وبغداد بشأن المرحلة الثانية من الاتفاق، والتي تنص على إنهاء مهمة التحالف الدولي في شمال العراق بحلول سبتمبر/أيلول 2026.