مرض كواشيوركور في غزة: سبب انتفاخ بطون الأطفال والكبار وسط المجاعة
مع استمرار الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، تتزايد معاناة السكان من المجاعة وسوء التغذية الحاد. وفي اليوم الـ690 من الأزمة، أعلنت وزارة الصحة بغزة وفاة ثلاثة فلسطينيين بسبب نقص الغذاء وسوء التغذية خلال 24 ساعة، ليصل مجموع ضحايا المجاعة إلى 303 أشخاص، بينهم 117 طفلاً. تتزامن هذه الكارثة مع استمرار الغارات الإسرائيلية التي أسفرت عن استشهاد 27 فلسطينياً منذ فجر اليوم بحسب مصادر طبية.
ما هو مرض كواشيوركور؟
الأشخاص الذين يظهر لديهم انتفاخ في البطن رغم معاناتهم من سوء التغذية غالباً ما يكونون مصابين بما يعرف باسم مرض كواشيوركور، وهو شكل من أشكال نقص التغذية الحاد الناتج عن نقص البروتين والطاقة في النظام الغذائي.
يتميز مرض كواشيوركور بما يلي:
- احتباس السوائل في الأنسجة (الوذمة)، ما يؤدي إلى تورم اليدين، القدمين، الوجه والبطن.
- نحافة واضحة في الأطراف مع وجود انتفاخ في البطن، وهو ما قد يضلل المراقبين على أن المصاب لا يعاني نقصاً حاداً في الغذاء.
الانتفاخ في هذه الحالات لا يعود لتراكم الدهون، بل هو نتيجة احتباس الماء وتجمع السوائل في الجسم.
السبب الفسيولوجي
ينتج مرض كواشيوركور عن نقص حاد في البروتين، رغم أن السعرات الحرارية قد تكون كافية نسبياً. البروتين ضروري للحفاظ على توازن الضغط الأسموزي في الجسم وللأدوار الهيكلية للأنسجة. نقص البروتين يؤدي إلى انخفاض الضغط الاسموزي في الدم، ما يسمح للسوائل بالتسرب من الأوعية الدموية إلى الأنسجة، مسببا التورم المميز للمرض.
الفئات الأكثر عرضة
- الأطفال بين 3 و5 سنوات، خاصة بعد الانتقال من الرضاعة الطبيعية إلى نظام غذائي فقير بالبروتين.
- الأشخاص الذين يعتمدون بشكل أساسي على الكربوهيدرات مع نقص في الفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة.
- ضحايا المجاعات، الحروب، الطفيليات والأمراض المعدية كالملاريا والحصبة.
- التعرض للأفلاتوكسينات الناتجة عن العفن على المحاصيل.
مخاطر المرض
إذا تُرك كواشيوركور دون علاج، قد يكون مميتاً بسبب:
- العدوى الشديدة نتيجة ضعف المناعة.
- الجفاف.
- فشل الكبد.
كما يمكن أن يترك آثاراً طويلة المدى على نمو الطفل وتطوره العقلي والجسدي، ويجعله أكثر عرضة لأمراض الكبد والبنكرياس في المستقبل.
العلاج والرعاية وفق منظمة الصحة العالمية
تشمل خطوات علاج مرض كواشيوركور ما يلي:
- علاج أو منع نقص السكر في الدم عند بدء إعادة التغذية.
- حماية الجسم من انخفاض حرارة الجسم بسبب ضعف تنظيم الحرارة.
- معالجة الجفاف باستخدام محاليل خاصة لتعويض السوائل والأملاح.
- تصحيح اختلالات الإلكتروليت لتجنب مضاعفات إعادة التغذية.
- مكافحة العدوى بالمضادات الحيوية نظراً لضعف الجهاز المناعي.
- تصحيح نقص المغذيات الدقيقة كالفيتامينات والمعادن تدريجياً.
- إعادة التغذية بحذر لتجنب متلازمة إعادة التغذية، مع إدخال البروتين تدريجياً.
- تحقيق النمو التعويضي بزيادة السعرات تدريجياً بعد استقرار حالة الطفل.
- توفير التحفيز الحسي والدعم النفسي لتعويض التأثيرات النفسية والاجتماعية لسوء التغذية.
يظل التدخل المبكر أساسياً لتحقيق التعافي الكامل، بينما يؤدي التأخر في العلاج إلى مضاعفات طويلة الأمد وحتى الوفاة.
