قطر تعزز المشهد الفني بإطلاق برنامج دراسي مكثف ومعرض أولمبياد ثقافي

أعلن “مطافئ.. مقر الفنانين” يوم 14 سبتمبر/أيلول الجاري عن إطلاق برنامج الدراسة المكثفة للفنون تحت إشراف المدير الفني وائل شوقي، بمشاركة 22 فنانًا صاعدًا من قطر وخارجها. ويمتد البرنامج لتسعة أشهر تنتهي بمعرض جماعي في يونيو/حزيران 2026، ليشكل محطة نوعية لتعزيز التعلم النقدي والتطبيقي، وصقل قدرات جيل جديد من الفنانين.
يركّز البرنامج على إعادة صياغة الخطاب الفني من منظور غير غربي، انسجامًا مع رؤية متاحف قطر الرامية إلى ترسيخ مكانة البلاد كمركز عالمي للابتكار والتبادل الثقافي. وسيحظى الفنانون بفرصة الاندماج في بيئة إبداعية متعددة التخصصات، تعزز مهاراتهم التقنية والمفاهيمية، عبر ورشات عمل تطبيقية، ندوات، حلقات نقاشية، ومحاضرات يقدمها فنانون ونقاد بارزون. كما سيستفيد كل مشارك من إشراف مرشد متخصص ضمن نخبة من خبراء التقييم الفني العالميين.
اختيار المشاركين تم عبر لجنة تحكيم دولية برئاسة الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني رئيسة مجلس أمناء متاحف قطر، وضمّت أسماء فنية وثقافية بارزة مثل إبراهيم ماهاما، هانز أولريخ أوبريست، ديانا كامبل، زينة عريضة، وركريت تيرافانيا. وفي هذا السياق، قال وائل شوقي: “رسالتنا هي توفير بيئة للتجريب والحوار النقدي، ليكون البرنامج منصة ملهمة لجيل جديد من الفنانين لإحداث أثر ملموس في المشهد الثقافي العالمي.”
يُذكر أن “مطافئ” يضم مرافق متكاملة تشمل ورش عمل، قاعات عرض، مكتبة، ومختبرات تصنيع، ما يجعله فضاءً محفزًا للتجريب الفني والانخراط المجتمعي.
وفي 15 سبتمبر/أيلول، نظّم متحف قطر الأولمبي والرياضي “3-2-1” ختام النسخة الأولى من معرض الأولمبياد الثقافي، بمشاركة أكثر من 400 عمل فني أبدعه طلاب من 28 مدرسة في قطر، تراوحت أعمارهم بين 6 و18 عامًا. جسدت الأعمال قيم الأولمبياد والبارالمبياد مثل الصداقة، العزم، والاحترام، مستلهمة من تراث المتحف الغني.
حصل أفضل المشاركين على ميداليات ذهبية وفضية وبرونزية، بينما نال أحد الأعمال “جائزة اختيار الزوار” بتصويت الجمهور. وأكد الشيخ محمد عبد الله آل ثاني، رئيس المتحف، أن المعرض أبرز شغف الطلاب ومواهبهم الاستثنائية، معتبرًا أنه “تعبير بليغ عن جوهر الفكر الأولمبي بلغة الفن”.
المعرض استند إلى رؤية البارون بيير دي كوبرتان، مؤسس الألعاب الأولمبية الحديثة، في الجمع بين الرياضة والفنون والثقافة، وسبقه تنظيم فعالية “رحلة الإبداع” في يناير/كانون الثاني الماضي لتشجيع الطلاب على إنتاج أعمال تجسد هذه القيم.
كما حظيت المدارس المشاركة بدرع تكريمي، ومنح الطلاب شهادات إنجاز تخليدًا لمساهماتهم، تأكيدًا على دور الفن في التعليم والتنمية.
إن إطلاق برنامج مطافئ ومعرض الأولمبياد الثقافي يعكس ملامح التوجه الثقافي لقطر، في عام تحتفل فيه متاحف قطر بمرور 20 عامًا على تأسيسها ضمن حملة “أمة التطور” الممتدة على 18 شهرًا. وهو توجه يرسخ الفنون والتعليم والتبادل الثقافي كركائز إستراتيجية لبناء مجتمع متطور وتعزيز حضور قطر على خارطة الإبداع العالمية.