باحثون ألمان يكشفون سر مقاومة الورم الأرومي العصبي ويقترحون استراتيجية علاجية جديدة

كشف فريق بحثي ألماني عن سبب محتمل لفشل علاج الورم الأرومي العصبي، مقترحًا نهجًا علاجيًا جديدًا لمكافحة الأورام المقاومة، لا سيما لدى الأطفال. ويعد الورم الأرومي العصبي من السرطانات التي تصيب الأطفال بشكل رئيسي، وينشأ من خلايا الجهاز العصبي الودي، مؤثرًا غالبًا على من هم دون سن الخامسة.
أجرى الدراسة يان دور وأنطون هينسن من مركز الأبحاث التجريبية والسريرية في ألمانيا، ونشرت في مجلة Cancer Discovery في السابع من أغسطس/آب، كما تناولها موقع يوريك أليرت. وأوضح الباحثون أن بعض الأورام تتراجع دون علاج، في حين ينمو بعضها بسرعة كبيرة، وغالبًا ما تستجيب للعلاج الكيميائي في البداية لكنها تعاود الظهور بعد عام إلى عامين.
وأشارت الدراسة إلى أن خلايا الورم العدوانية تتميز بعدد مرتفع غير طبيعي من نسخ الجين الورمي MYCN، وأن موقع هذا الجين داخل الخلية يلعب دورًا مهمًا في سلوك الورم؛ ففي حال وجوده في مواقع معينة، تدخل الخلايا السرطانية في حالة خمول تجعلها محصنة ضد العلاج.
وأكد دور حول التحديات العلاجية لأورام الأطفال: “أورام الخلايا العصبية التي تحمل جين MYCN صعبة العلاج بشكل خاص. أردنا معرفة تأثير الجين على الخلايا السرطانية وكيفية تعديل التعبير الجيني لتدمير الأورام بشكل أكثر فعالية في المستقبل”.
ومن جهته، أشار هينسن إلى أن هذه الجينات الورمية غالبًا لا تكون ضمن الكروموسومات، بل على جزيئات DNA صغيرة دائرية داخل الخلايا، مما يؤدي إلى توزيع غير متساوٍ للحمض النووي أثناء انقسام الخلايا. ونتيجة لذلك، تحتوي الأورام على خليط من الخلايا؛ بعضها يمتلك نسخًا عديدة من MYCN، بينما تحتوي الأخرى على نسخ قليلة جدًا.
أظهرت التجارب على خلايا مزروعة ونماذج فئران وعينات مرضى أن العلاج الكيميائي يقتل الخلايا العدوانية ذات النسخ الكثيرة من MYCN، بينما تبقى الخلايا ذات النسخ القليلة على قيد الحياة، تدخل في “نوم عميق” يمكن أن ينتهي لاحقًا بعودتها، مما يفسر مقاومة الورم للعلاج وعودته.
واقترح الباحثون استراتيجية جديدة تجمع بين العلاج الكيميائي التقليدي، لاستهداف الخلايا سريعة النمو، ودواء إضافي مخصص للقضاء على الخلايا النائمة أو “الهرمة”، وقد أثبت هذا النهج نجاحه بالفعل في نماذج فئران المختبر، ما يمهد الطريق لتطوير علاجات أكثر فعالية للورم الأرومي العصبي المقاوم.