هل السرطان مرض معدٍ؟

الجواب ببساطة هو لا. السرطان لا يُعدّ من الأمراض المعدية، ومع ذلك قد يختلط الأمر على بعض الأشخاص فيظنون أن انتقاله ممكن من شخص لآخر، خاصة في حالات معينة.
لكن الحقيقة أن بعض أنواع العدوى الفيروسية أو البكتيرية أو الطفيلية قد تساهم في تطور أنواع محددة من السرطان، وهو ما قد يدفع البعض إلى الاعتقاد بشكل خاطئ أن “السرطان معدٍ”، وفق ما أوضحت الجمعية الأميركية للسرطان.
السرطان داخل العائلات
لو كان السرطان معدياً، للاحظنا انتشاراً واسعاً له داخل الأسر والمحيطين بالمصابين، على غرار ما يحدث مع الإنفلونزا أو الأمراض الفيروسية الأخرى. لكن هذا غير صحيح.
تكرار إصابة بعض أفراد العائلة بالسرطان لا يعني انتقال المرض بينهم، بل يعود الأمر إلى عوامل مشتركة مثل:
- التشابه في التركيبة الجينية.
- اتباع أنماط حياة غير صحية متشابهة (كالتدخين أو النظام الغذائي).
- التعرض الجماعي لعوامل مهيئة للسرطان.
ما يُعرف بمجموعات السرطان
أحياناً يُشار إلى وجود “مجموعات” من مرضى السرطان الذين كانوا على صلة ببعضهم بعضاً، وكأنها دليل على أن المرض معدٍ. غير أن هذه الظاهرة غالباً لا تعكس معدل إصابة أعلى من المعدل الطبيعي بين عموم الناس.
وفي الحالات النادرة التي يظهر فيها تزايد بالإصابة داخل مجموعة ما، يكون السبب مرتبطاً بعوامل بيئية أو سلوكية مشتركة مثل نمط الحياة أو التعرض لمواد مسرطنة.
السرطان وزراعة الأعضاء
في حالات نادرة للغاية، قد تنتقل خلايا سرطانية من متبرع إلى متلقّي عضو مزروع، لكن هذا أمر استثنائي لأن جهاز المناعة لدى معظم الأشخاص قادر على اكتشاف الخلايا الغريبة وتدميرها.
غير أن مرضى زراعة الأعضاء يحتاجون إلى أدوية مثبطة للمناعة لمنع رفض الجسم للعضو الجديد، ما يزيد من احتمالية نمو خلايا سرطانية. ولذا يخضع المتبرعون لفحوص دقيقة للكشف عن الأورام قبل قبول أعضائهم.
تشير الدراسات الحديثة إلى أن ارتفاع نسب السرطان لدى مرضى زراعة الأعضاء مرتبط أساساً بهذه الأدوية المثبطة للمناعة، وليس بانتقال مباشر للسرطان من المتبرع.
انتقال السرطان أثناء الحمل
حتى في حال إصابة المرأة الحامل بالسرطان، فإن انتقاله إلى الجنين أمر نادر جداً. قد تصل بعض الخلايا السرطانية إلى المشيمة، لكن معظم أنواع السرطان لا تصيب الجنين نفسه.
الدعم النفسي والاجتماعي للمصابين
من المهم أن يدرك الناس أن مخالطة مريض السرطان لا تشكّل أي خطر. ومع ذلك، قد يتجنب البعض زيارة المريض اعتقاداً خاطئاً بإمكانية العدوى، ما يزيد من شعوره بالعزلة.
المصاب بالسرطان يحتاج إلى الدعم والتواصل الإنساني، لذا فإن تقديم المساندة والوجود بجانبه يُعدّ جزءاً أساسياً من رحلته العلاجية والنفسية.