دراسة تكشف تجاهل الرجال لصحة العظام رغم المخاطر الكبيرة

أظهر استطلاع حديث أن 1% فقط من الرجال يعتبرون صحة العظام مصدر قلق لهم، على الرغم من أن ضعف العظام قد يؤدي إلى عواقب صحية وخيمة.
عادةً ما تخضع النساء لاختبارات كثافة العظام للكشف عن هشاشة العظام، بينما لا يدرك الرجال أنهم معرضون للخطر إلا بعد تعرضهم لكسر كبير.
وأجرى الاستطلاع مركز ويكسنر الطبي التابع لجامعة ولاية أوهايو بين الثاني والخامس من مايو الماضي، ونُشر تقريره على موقع يوريك أليرت.
هشاشة العظام عند الرجال: مرض صامت
قال الدكتور بول لويس، أخصائي الأشعة التداخلية في مركز ويكسنر الطبي والذي يعالج غالباً مرضى كسور العمود الفقري والحوض: “إنه مرض صامت يظل كذلك حتى يحدث الكسر، وهو ما يخلق الضجيج”.
تقدر المؤسسة الوطنية لصحة العمود الفقري في الولايات المتحدة أن مليوني رجل مصابون بهشاشة العظام، وهو مرض يجعل العظام مسامية وتفقد تدريجياً كثافتها وقوتها، ما يزيد خطر التعرض للكسور حتى من سقوط بسيط.
ويعاني نحو 16 مليون رجل من انخفاض كتلة العظام (osteopenia)، وهي حالة تقل فيها كثافة المعادن عن القيم الطبيعية، لكنها لا تصل إلى مستويات هشاشة العظام.
يسهم انخفاض هرمون التستوستيرون في ضعف العظام، لذا يجب على الرجال زيادة الوعي بهشاشة العظام مع التقدم في العمر. ويوصي الدكتور لويس بأن يبدأ الرجال مناقشة صحة عظامهم مع طبيبهم اعتباراً من سن الثلاثين، لمنح أنفسهم فرصة كافية للوقاية.
مخاوف الرجال الصحية
أظهر الاستطلاع أن السرطان يشكل الشاغل الصحي الأول للرجال بنسبة 32%، يليه أمراض القلب بنسبة 30%. وتشمل المخاوف الأخرى السمنة (18%) والصحة الجنسية (8%). ومع كثرة المخاوف الطبية، غالباً ما يفاجأ الرجال عند اكتشاف إصابتهم بهشاشة العظام.
وقال الدكتور لويس: “الكسر قد يكون مميتاً لكبار السن، ولهذا السبب تعدّ الوقاية أمراً بالغ الأهمية”. وأضاف: “إذا لم تمارس تمارين المقاومة في سن الثلاثين أو الأربعين، فقد تفقد ما يصل إلى 3% من كتلة العظام سنوياً”.
يمكن استعادة كثافة العظام من خلال ممارسة الرياضة، التغذية السليمة، والامتناع عن التدخين. وأضاف لويس: “إذا حافظنا على أنماط حياة نشطة لفترة أطول من العمر، فإننا نتوقع فقداناً أقل للعظام”.
خيارات علاج الكسور بسبب هشاشة العظام
عندما يتعرض شخص لكسر في العمود الفقري نتيجة هشاشة العظام، يمكن لأخصائي الأشعة التداخلية علاجه بإجراءات مثل تقويم الفقرات بالحدبة أو تقويم الفقرات التقليدي.
- تقويم الفقرات بالحدبة: يتم إدخال بالون صغير في الفقرة المكسورة ونفخه لإنشاء تجويف، ثم حقن أسمنت العظام (بوليميثيل ميثاكريلات) لتثبيت الكسر وتخفيف الألم.
- تقويم الفقرات التقليدي: يتم حقن أسمنت العظام مباشرة في الفقرة المكسورة، مما يوفر تثبيتاً فورياً وتخفيفاً للألم.
تهدف كلا الطريقتين إلى تخفيف الألم، استعادة ارتفاع الفقرات، وتعزيز استقرار العمود الفقري، مما يسمح للمرضى باستعادة وظائفهم وقدرتهم على الحركة. تُجرى هذه الإجراءات تحت تخدير خفيف وتوجيه بالتصوير الفلوري، مع فترة نقاهة قصيرة مقارنة بالجراحة المفتوحة.