عامٌ على المأمورية الثانية للرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني: تثبيت الرؤية وتوسيع الإنجاز

بقلم: تماد إسلم أيديه
تحلّ الذكرى الأولى لانتخاب فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، لولاية رئاسية ثانية، وموريتانيا تدخل مرحلة جديدة من ترسيخ الدولة العادلة وتعزيز مسار التنمية الشاملة. إنها مناسبة لاستحضار حصيلة عامٍ حمل ملامح الرصانة والهدوء، وقاد البلاد بخطى ثابتة نحو تعزيز مكتسبات العدل، وتوسيع آفاق التقدم.
حصاد عام: تعميق الاختيارات الوطنية وتعزيز المنجزات
على امتداد هذا العام، واصل فخامة الرئيس النهج الهادئ والواعي الذي دشنه منذ توليه قيادة البلاد، حيث تم تكريس الثقة كمقومٍ مركزي في علاقة الدولة بالمجتمع، وجرى العمل على تثبيت دعائم دولة مؤسساتية قوية، ترتكز على العدالة، وتؤمن بحق كل مواطن في الحياة الكريمة، مهما كانت ظروفه وانتماءاته.
لقد تميّزت هذه السنة الأولى من المأمورية الثانية بإرادة سياسية جلية لتثبيت المكتسبات وتوسيع مساحات الإنصاف الاجتماعي، من خلال مشاريع وإصلاحات ملموسة شملت مختلف القطاعات، خاصة تلك التي تمس الحياة اليومية للمواطنين.
العدالة الاجتماعية… جوهر المشروع الوطني
منذ اللحظة الأولى، جسّد الرئيس غزواني التزامه بجعل العدالة الاجتماعية قاعدة الارتكاز في السياسات العمومية. فتم إطلاق وتوسيع برامج دعم مباشر مثل “تكافل” و**”بركة”** و**”داري”**، لتشمل شريحة أوسع من المواطنين ذوي الدخل المحدود، وتوفير فرص للعيش الكريم في الأحياء والمناطق الأكثر هشاشة.
كما شهدت هذه السنة تسريع وتيرة تنفيذ مشاريع إسكانية وتنموية، وتوفير تمويلات لمشاريع مدرّة للدخل لصالح النساء والشباب. وعلى مستوى القطاعات الحيوية، تم تعزيز الرواتب في التعليم والصحة، وتوسعة التغطية الصحية الشاملة، وافتتاح مراكز صحية متخصصة في مناطق عديدة من البلاد.
إدارة إصلاحية… واهتمام حقيقي بالمواطن
الإصلاح الإداري مثّل أحد أبرز عناوين هذه المرحلة، حيث تم تسريع رقمنة الخدمات العمومية، وتحسين الأداء الوظيفي، مع الحرص على ترسيخ قيم الشفافية ومحاربة الفساد. ومن أبرز الإنجازات، ترسيم المتعاونين في وسائل الإعلام العمومية والشركة الوطنية للمياه، ما يعكس تقدير الدولة لعمالها وتعزيز ثقتها في المرافق العمومية.
كما تجلّت ثقافة الانفتاح السياسي والاجتماعي من خلال الحوار المستمر مع مختلف القوى الوطنية، في ظل حرص واضح على التوافق ووحدة الصف الداخلي.
تنمية مستدامة برؤية متكاملة
وضعت الحكومة خلال هذا العام رؤية تنموية واضحة، تركّز على البنية التحتية، والطاقة، والتحول الرقمي، والزراعة والتنمية الحيوانية. وتم إطلاق مشاريع كبرى في مجالات الطرق والموانئ والمياه والاتصالات، في ظل دعم متزايد للاستثمار المحلي والأجنبي.
الدبلوماسية الموريتانية: حضورٌ وازن ورؤية متزنة
تميّزت الدبلوماسية الموريتانية خلال هذا العام بديناميكية واضحة وهدوء فعّال، مما مكّن البلاد من تعزيز موقعها على المستويين الإقليمي والدولي، عبر سياسة خارجية تقوم على الحياد الإيجابي، وخدمة المصالح الوطنية العليا.
الوساطة الفاعلة
برز دور موريتانيا كوسيط موثوق في حل النزاعات الإفريقية، حيث كان للرئيس غزواني إسهام مباشر في الوساطات حول ملفات ساخنة كمالي والسودان، عُرف فيها بمواقفه الحكيمة وتغليبه لمنطق السلم والاستقرار.
رئاسة الاتحاد الإفريقي
خلال رئاستها للاتحاد الإفريقي، قادت موريتانيا ملفات القارة بكفاءة وهدوء، وعزّزت من حضور إفريقيا على الساحة الدولية، مع تأكيد متواصل على مركزية القضية الفلسطينية وضرورة دعم التنمية والسلم في الدول الإفريقية.
تنويع الشراكات الدولية
عملت موريتانيا على توسيع شبكة علاقاتها الاستراتيجية، سواء مع الدول العربية أو القوى الدولية الكبرى أو التكتلات الاقتصادية، ووقّعت اتفاقيات مهمة في مجالات الطاقة، والتعليم، والتكنولوجيا، والدفاع.
تموقع دولي متميّز
تُوّج الأداء الدبلوماسي بتوسيع التمثيل الخارجي، وافتتاح سفارات جديدة، وانتخاب شخصيات موريتانية في مناصب دولية مرموقة، وهو ما يعكس تقدير المجتمع الدولي لنهج موريتانيا الدبلوماسي المتزن والفعال.