الفتق: خطر صامت يستدعي تدخلاً طبياً عاجلاً قبل تفاقم المضاعفات

يمثّل الفتق حالة صحية تستدعي التدخل الطبي العاجل، حتى وإن لم يكن مصحوبًا بألم، إذ قد تتفاقم مضاعفاته في أي لحظة لتُشكّل تهديدًا حقيقيًا على حياة المريض.
وأوضح موقع “Apotheken Umschau”، البوابة الرسمية للصيادلة الألمان، أن الفتق يحدث نتيجة وجود فتحة أو ضعف في جدار البطن، تندفع من خلالها أجزاء من الأمعاء أو الغشاء البريتوني (الصفاق). وينشأ الفتق عادةً بسبب ازدياد الضغط داخل تجويف البطن، كما يحدث أثناء حمل أشياء ثقيلة، أو عند السعال، أو العطس، أو التبرز، أو حتى الضحك والانحناء.
وفي بعض الحالات، يمكن أن يعود الفتق إلى مكانه عند زوال الضغط، إلا أن هذا لا يعني زوال الخطر. فالفتق، سواء كان ظاهراً أو مؤقتاً يختفي، يظل حالة تستوجب المتابعة الطبية، لأنه قد يتحوّل بسرعة إلى طارئ جراحي.
أنواع الفتق
يُصنّف الفتق إلى أنواع متعددة، وقد يكون خلقيًا يولد به الإنسان، أو مكتسبًا يظهر لاحقًا خلال الحياة.
من أكثر الأنواع شيوعًا:
- الفتق السُري: غالبًا ما يظهر منذ الولادة، ويُلاحظ كبروز في منطقة السرة. وعلى الرغم من أنه لا يُعتبر وراثيًا، إلا أن العديد من الحالات تلتئم تلقائيًا خلال السنوات الأولى من عمر الطفل. وإذا استمر الفتق، فقد لا يُلاحظ إلا لاحقًا عندما يتضخم، خصوصًا أثناء الحمل لدى النساء.
- الفتق الإربي: يُعد من أكثر الأنواع انتشارًا، خاصةً لدى الرجال، بسبب وجود فتحة طبيعية صغيرة في منطقة الأربية تمر عبرها أوعية دموية نحو الخصيتين، مما يجعل هذا الموضع أكثر عرضة للضعف. وقد يظهر الفتق الإربي على شكل انتفاخ بارز، وقد يُلاحظ حتى عند الأطفال حديثي الولادة في حال عدم انغلاق هذه الفتحة بشكل كامل.
يُضاف إلى ذلك أن الأشخاص الذين يمارسون أعمالًا بدنية مرهقة، تتضمن حمل الأوزان الثقيلة، هم أكثر عرضة للإصابة بالفتق مقارنةً بمن يمارسون أعمالًا مكتبية تتطلب الجلوس لفترات طويلة.
أعراض الفتق
تتباين أعراض الفتق بحسب شدّته ونوعه، لكنها قد تشمل:
- ألم أو انزعاج في منطقة البطن أو الفخذ.
- بروز أو انتفاخ قد يختفي عند الاستلقاء.
- حالات شديدة قد يصاحبها إمساك، غثيان، أو قيء.
وفي الحالات المتقدمة، قد ينقطع تدفق الدم إلى الجزء البارز من الأمعاء، ما يؤدي إلى موت الأنسجة وإفراز مواد التهابية خطيرة. وقد يتطور الأمر إلى تسمم دموي (إنتان)، وهي حالة مهددة للحياة تستوجب التدخل العاجل.
لذا، فإن أي اشتباه بالإصابة بالفتق يجب أن يُقابل باستشارة طبية فورية.
العلاج
يعتمد علاج الفتق بشكل رئيسي على الجراحة، وغالبًا ما يتم باستخدام تقنيات التنظير (المنظار الجراحي) التي تقلل من التدخل الجراحي المباشر. وبعد العملية، يمكن للمريض العودة إلى ممارسة الأنشطة الخفيفة خلال أيام معدودة.
لكن يُنصح بعدم ممارسة الرياضة أو رفع أوزان ثقيلة لمدة تمتد إلى عدة أسابيع بعد الجراحة، لضمان التعافي الكامل وتجنّب تكرار الإصابة.
خلاصة: الفتق ليس حالة يمكن تجاهلها، حتى لو لم تُسبب ألمًا. التقييم الطبي المبكر والتدخل الجراحي عند الحاجة هما الضمان الحقيقي للحفاظ على صحة وسلامة المريض.