استطلاع: 73% من العمال الإسرائيليين يفكرون بالهجرة وسط تصاعد المخاوف الأمنية والاقتصادية
أظهر استطلاع حديث أجرته منصة التوظيف الإسرائيلية “أول جوبز” أن نحو ثلاثة أرباع العمال الإسرائيليين يفكرون في الانتقال إلى خارج البلاد، في ظل استمرار الحرب على غزة واقترابها من عامها الثالث، إضافة إلى التوترات المتصاعدة مع إيران وما خلفته من قلق أمني داخلي.
وبحسب نتائج الاستطلاع، التي نقلتها صحيفة يديعوت أحرونوت، فإن 73% من المشاركين أعربوا عن رغبتهم في مغادرة إسرائيل، على الأقل بشكل مؤقت، وهو ما يمثل زيادة لافتة بنسبة 18% مقارنة بالعام الماضي. وتُعد هذه النسبة الأعلى منذ خمس سنوات، ما يعكس تحوّلًا في المزاج العام للطبقة العاملة في البلاد.
دوافع الهجرة: من التطلعات المهنية إلى الاعتبارات الأمنية
رغم استمرار الدوافع التقليدية مثل تحسين جودة الحياة (59%)، واكتساب خبرة دولية (48%)، وتحقيق التقدم المهني (38%)، فإن عوامل جديدة بدأت تطغى على خيارات الانتقال، فقد أشار 30% من المشاركين إلى مخاوف متزايدة على السلامة الشخصية، بينما لفت 24% إلى حالة عدم الاستقرار السياسي، وأبدى النسبة نفسها شعورًا متناميًا بـ”خيبة أمل تجاه الدولة”.
وفي تعليق على نتائج الاستطلاع، قالت ليات بن توراه شوشان، نائبة رئيس قسم التطوير المهني والتوظيف في “أول جوبز”:
“نشهد تحولًا جذريًا في نظرة الموظفين نحو خيار الهجرة، فالأمر لم يعد محصورًا في البُعد المهني الاستراتيجي، بل بات يتأثر بشكل متزايد بعوامل عاطفية، وأمنية، واقتصادية”.
الولايات المتحدة الوجهة المفضلة
أظهر الاستطلاع أن الولايات المتحدة لا تزال تتصدر قائمة الوجهات المفضلة للإسرائيليين الراغبين في الهجرة، حيث اختارها 44% من المشاركين، وكانت نيويورك (17%) في الصدارة، تلتها لوس أنجلوس (11%) وميامي (8%).
وفي المقابل، انخفض الاهتمام بالهجرة إلى أوروبا ليبلغ 26% فقط، مقارنة بأعوام سابقة، ويُعزى ذلك جزئيًا إلى المخاوف من تصاعد ما يعتبره البعض “معاداة للسامية” والتغيرات الديموغرافية في عدة دول أوروبية.
كما أبدى بعض المشاركين اهتمامًا بوجهات قريبة مثل اليونان وقبرص (11%)، في حين جاءت أستراليا ونيوزيلندا (6%)، ودول شرق آسيا (8%)، وإفريقيا (1%) في مراتب متأخرة من حيث التفضيل.
تحديات محتملة
ورغم هذا التوجه المتزايد نحو فكرة الهجرة، أبدى كثيرون قلقهم من صعوبة تنفيذ القرار، إذ أشار 56% من المشاركين إلى أن الانتقال إلى الخارج ليس خيارًا سهلًا، في نسبة تُعدّ أعلى من استطلاعات سابقة.
تجدر الإشارة إلى أن الاستطلاع شمل 611 عاملاً إسرائيليًا من مختلف أنحاء البلاد، تراوحت أعمارهم بين 22 عامًا وما فوق، ما يمنح النتائج درجة معتبرة من التمثيل للشرائح العاملة في إسرائيل.
